شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

زيارة “لارشي” للعيون تغضب الجزائر وصنيعتها

مجلس الأمة الجزائري يقطع علاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي

العيون: محمد سليماني

ما أن انتهت زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي “جيرار لارشي”  إلى العيون، وإعلانه بشكل مباشر وأمام حشد من المسؤولين والمنتخبين وشيوخ القبائل الصحراوية عن قرب افتتاح قنصلية عامة فرنسية بكبرى حواضر الصحراء، حتى خرجت الجزائر كعادتها تندد وتشجب وتستنكر.

زيارة المسؤول الفرنسي “لارشي” إلى العيون، كانت ناجحة بامتياز، ارتدى خلالها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي الزي المغربي الصحراوي “الدراعة”، التي لبسها خلال حفل رسمي. كما تجول في المدينة، في زيارات لعدد من المنشآت والمؤسسات كمدينة المهن والكفاءات، والمكتبة الوسائطية الكبرى محمد السادس، ولم يتردد “لارشي” خلال هذه الزيارة في التعبير عن إعجابه بالمستوى التنموي الذي أصبحت عليه مدينة العيون، والنهضة العمرانية بها. غير أنه في الضفة الأخرى من الحدود الشرقية للمغرب، كانت النيران تغلي في نفوس جيراننا وهم يشاهدون ويتابعون فصول زيارات متوالية لمسؤولين فرنسيين بارزين، تفعيلا لمضامين الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، وسيادة المغرب على كامل ترابه.

وكعادة المؤسسات الجزائرية دائما، وكلما اكتشفوا انتصارا ديبلوماسيا للمغرب بخصوص ملف الصحراء، إلا ويشحذون بياناتهم “الغاضبة” و”المنددة”، ويخططون عبارات إنشائية من قاموس الأمس البعيد الذي ولى مع سقوط جدار برلين. وفي هذا الإطار، خرج هذه المرة مجلس الأمة الجزائري ببيان يعكس إفلاس هذه المؤسسة والنظام الحاكم، ويكشف تدهور العلاقات الفرنسية- الجزائرية، معلنا عن “التعليق الفوري لعلاقاته مع مجلس الشيوخ للجمهورية الفرنسية، بما في ذلك برتوكول التعاون البرلماني الموقع بين المجلسين، في 08 شتنبر 2015”. واعتبر مجلس الأمة الجزائري، أن زيارات المسؤولين الفرنسيين إلى الصحراء المغربية، تعتبر “انزلاقا متواترا وانحرافا في غاية الخطورة، يعكس تصاعد اليمين المتطرف الفرنسي وهيمنته على المشهد والقرار السياسي الفرنسي”، معتبرا أن هذه الزيارات هي “تصرف مرفوض وغير مستغرب، يزدري الشرعية الدولية، ويتعارض بشدّة مع قرارات مجلس الأمن الأممي – الذي تشكل بلاده أحد أعضائه الدائمين – المفترض بهم مهام الدفاع عن حقوق الإنسان”. واستنادا إلى المعطيات، فإن “انفصاليي” تندوف، خرجوا هم الآخرون، للتعبير عن غضبهم من التحركات الفرنسية الكبيرة والمتواترة لأقاليم الصحراء المغربية.

وحسب المعلومات، فإن السلطات الفرنسية، لم تعر هذه التنديدات و”الغضب” أي اهتمام، بل اعتبرت أن الاعتراف بمغربية الصحراء أمر لا تراجع عنه، وهو قرار سيادي، لا يتأثر بأي ظرفية أو إملاءات خارجية، بل إن العلاقات الفرنسية- الجزائرية أصبحت تسير في اتجاه النفق المسدود، بعدما حاولت الجزائر الضغط بكل إمكانياتها من أجل ثني فرنسا عن قرارها التاريخي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى