
كشف كتاب “النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” للكاتب الصحفي مايكل وولف جوانب من شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منها ذهابه إلى غرفة نومه في الساعة 6:30 مساءً، وحبه تناول وجبة “البرغر بالجبنة”، وكذلك وضعه 3 شاشات تلفاز في غرفته، وهاجسه الدائم من التعرض لتسمم لدرجة أنه أمر بعدم لمس أي لباس أو غرض له، خصوصا فرشاة أسنانه، حتى إنه يستبدل أغطية سريره بنفسه. ومن تصريحاته التي أثارت حتى استياء دول، وصفه دولا أفريقية بالإضافة إلى هاييتي بـ”بالوعات المجاري القذرة”، وذلك في سياق الحديث عن المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وأنه يرد مهاجرين من النرويج وليس من “بالوعات المجاري”، وهو ما أثار غضب حكومة بوتسوانا.
وفي خطاب انتخابي له، وخلال أول مناظرة رئاسية تجمعه بمنافسته السابقة كامالا هاريس، قال بأن المهاجرين الهايتيين في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو “يسرقون الكلاب والقطط ويأكلونها”.، وقال ترامب: “في سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب، والأشخاص الذين يأتون، يأكلون القطط، إنهم يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هنا”.
هذا التصريح الذي قوبل باستغراب شديد من طرف سكان هذه المدينة الأمريكية التي ذكرها ترامب، جعلت خصومه متأكدين من أنهم سيكونون حتما موضوعا لسخريته، بل لتوصيفات لاذعة، من قبيل وصفه لحليفه السابق “جون بولتون” ب”الغبي” قبل أسابيع من الآن، ونزع الحماية الشخصية عنه.
ترامب: أنا لطيف وعبقري
أحصى المختصون في الخطاب السياسي أكثر من 34 ألف تغريدة كتبها ترامب في منصة تويتر سابقا، وهذا الرقم الضخم يهم فقط ولايته الأولى، ويتجه في ولايته الثانية لتحطيم الرقم القياسي. بعض هذه التغريدات يُنظر إليها كمواقف رسمية للإدارة الأمريكية في مجالات عدة، كالاقتصاد والأمن والعلاقات الخارجية، لكن جزء كبير منها شخصي، سخر فيها المنصة لتصفية حساباته الخاصة، سواء للرد على منتقديه ومعارضيه وأحيانا للسخرية منهم بدون تحفظ، ومنها مثلا رفضه اتهامات تشكك في صحة قواه العقلية أثارها كتاب “النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض” واصفا إياه بأنه “خيال” وقال إن مؤلفه “مخادع”. وجاءت تصريحات ترامب بعد سلسلة تغريدات على موقع تويتر نفى فيها اتهامات وولف، ووصف فيها نفسه بأنه “عبقري راجح العقل” و”ذكي للغاية”.
لكن أغرب تغريداته كانت حول “تنظيم الدولة”، والتي أبان فيه ترامب عن جهل صادم بالجغرافيا، وهي أن “داعش” ستغزو الفاتيكان، وحذر البابا فرانسيس من أن تنظيم الدولة يريد القبض عليه.
وفي كتابه الأخير “أمريكا المريضة” يقول ترامب “أنا رجل لطيف حقا، صدقوني. أشعر بالفخر لكوني رجل لطيف، لكني أتوق ومصمم على أن تكون بلدنا دولة عظيمة مرة أخرى”. وقال موقع “غاوكر” الإخباري إن ترامب يصف نفسه بأنه “رجل لطيف” في الكتاب، كما كرر ترامب هذا التقييم الذاتي في حواره الافتتاحي في برنامج “ساترداي نايت لايف”.
لا جنسية للمواليد الجدد
في حملته الانتخابية الأخيرة، أكد ترامب أن الإصلاحات في مجال الهجرة سوف تنهي “الحصول على المواطنة بحكم المولد”، وهي السياسة التي تمنح أبناء المهاجرين غير الشرعيين الجنسية طالما أنهم ولدوا على الأراضي الأمريكية. ولا يدعم ترامب إنشاء مسار جديد للحصول على الجنسية بالنسبة للعمال الذين لا يحملون وثائق.
ومن قراراته الصادمة أيضا حديثه عن بناء “جدار هائل” بين الولايات المتحدة والمكسيك، لأن “المكسيكيين القادمين إلى الولايات المتحدة هم مجرمون إلى حد كبير”، وقال: “إنهم يجلبون المخدرات ويرتكبون الجرائم، فضلا عن أنهم مغتصبون”. وقال إن بناء جدار على الحدود لن يمنع المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلاد فحسب، لكنه سيمنع دخول المهاجرين السوريين أيضا. ويعتقد ترامب أنه يتعين على المكسيك المشاركة في تكلفة بناء الجدار، والذي تشير تقديرات إلى أنها تتراوح بين 2.2 مليار و13 مليار دولار.
ومن قراراته أيضا الترحيل الجماعي لنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة يجب أن يدخل حيز التنفيذ. فعلى الرغم من الانتقادات التي تقول إن هذه الفكرة تعكس كره الأجانب من جهة وباهظة التكاليف من جهة اخرى – تشير تقديرات إلى أن التكلفة تصل لنحو 114 مليار دولار، ومع ذلك يقول عنها ترامب بإنها “قابلة للتحقيق كما أنها تتسم بالإنسانية في نفس الوقت”.
تغير المناخ “خدعة”
بمجرد تعيينه وقع ترامب عشرات القرارات التنفيذية التي دخلت حيز التنفيذ فوريا، ومنها اتفاقية المناخ، لأن هذا الأخير في نظره مجرد “طقس”، لأنه يعتقد بأن المهم هو الحفاظ على “الهواء النظيف” و”المياه النظيفة”، واصفا تغير المناخ بأنه “خدعة” ويعتقد أن القيود البيئية على الشركات يجعلها أقل قدرة على المنافسة في السوق العالمية.
ومن تغريداته الغريبة أيضا أن العالم سيكون أفضل حالا إذا كان صدام حسين ومعمر القذافي ما زالا في السلطة، حيث قال ترامب لـ “سي إن إن” إنه يعتقد أن الوضع في كل من ليبيا والعراق “أسوأ بكثير” مما كان عليه تحت حكم الحاكمين المستبدين. وبينما يعترف بأن صدام حسين كان “رجلا مخيفا”، قال ترامب إنه قام بعمل أفضل لمواجهة الإرهابيين.
ومن أكثر تغريداته طرافة، هي حديثه في حملته الانتخابية على أن بلجيكا “مدينة جميلة”.