شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

زعماء غرباء…روبرت موغابي سواد عجلات السيارات عنصرية

أكثر من خمسة وأربعين عاما قضاها روبرت موغابي، رئيس زيمبابوي، في السياسة، مشوار بدأه بمناهضة الاحتلال البريطاني، ليستأثر بعد ذلك بالحكم، محاولا إسكات جميع الأصوات المعارضة. في البداية أشيد بسياساته حول التواصل مع الأقلية البيضاء وبنهجه الاقتصادي، لكن سرعان ما اتهمه معارضوه بالديكتاتورية، وبالموازاة مع ذلك، ومع تقدمه في السن، تحول موغابي إلى «أيقونة» عالمية في الكوميديا، سواء في قراراته أو في أقواله الغريبة التي تضمنتها حواراته وكذا خطبه، والتي بلغت حدودا صادمة من الغرابة.

مقالات ذات صلة

 

موهبة لسانية خارقة

قبل ست سنوات، فقدت الساحة السياسية الدولية أحد الرؤساء الأفارقة الكبار اللامعين الذين اشتهروا بسلاطة اللسان، وبالمواقف والتعليقات الصادمة! إنه الراحل روبرت موغابي، زعيم زيمبابوي.

شغل هذا «المناضل» الإفريقي العتيد في البداية منصب رئيس الوزراء في بلاده بين عامي 1980 – 1987، ثم أصبح رئيسا لزيمبابوي من عام 1987 إلى تاريخ الانقلاب عليه في عام 2017.

نصب موغابي نفسه مناهضا للعنصرية ولكل قيم الغرب، وخاصة القيم التي يدافع عنها الحزب الديموقراطي الأمريكي، كقوله في إحدى خطبه: «لن تذهب العنصرية طالما الدول المتقدمة تصنع سيارات بيضاء وتضع لها عجلات سوداء، ولن تزول العنصرية طالما ما زالت الدول المتقدمة تضع قائمة للمجرمين وتسميها «القائمة السوداء»، ولن تزول العنصرية طالما اللون الأبيض يدل على السلام، أما الأسود يدل على الحرب، ولن تزول العنصرية طالما الملابس البيضاء لحفلات الزفاف والفرح والملابس السوداء للعزاء والجنازات، ولكني وبالرغم من كل هذا فأنا فخور لكوني أسود».

سجل موغابي علاوة على موهبته اللسانية اللامعة، أرقاما قياسية في عدة مجالات، فقد حكم بلاده في أجواء مضطربة وعداوة شديدة وسافرة مع بريطانيا لمدة ثلاثين عاما، كما أنه غادر الدنيا وقد ناهز عمره 98 عاما، ولولا أن انقلابا عسكريا أجبره في سنة 2017 على التنحي لبقي في السلطة التي عشقها وتمسك بها بأظافره، إلى آخر يوم في حياته سنة 2019، وتميزت شخصية روبرت غابرييل موغابي بالتمرد والثورية المشبوبة وبصراحة نادرة، فهو كان يقول ما يشاء. وخاض لسانه في السياسة وتحدث عن النساء والحب والدين، من دون أي اعتبارات أو قيود من أي نوع.

 

لسان سليط بلا حدود

لم يرحم لسان موغابي أيا كان ممن ناصبه العداء، بمن فيهم قادة كبار في العالم، فهاجم بلا هوادة قادة بريطانيا والولايات المتحدة، وخصوم الداخل وكل من وقف في طريقه.

في إحدى المناسبات، سلط موغابي لسانه على الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وحينها كان في السلطة، عندما دافع أوباما عن زواج المثلية، وألقى موغابي حينها خطابا أمام عشرات الآلاف من مواطنيه يسخر فيه من هذا القرار، مستعملا كلاما نابيا في حق الرئيس الأمريكي الأسبق، أثار صدمة العالم حينها.

ومن معاركه مع القادة البريطانيين، قوله متحدثا عن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني بين عامي 1997 – 2007 : «فليحتفظ بلير بإنجلترا الخاصة به، وليدعني أحافظ على زيمبابوي». أما عن نفسه فقد رد على الدعوات بتنحيه عن السلطة، متحديا خصوم الداخل والخارج بالقول: «فقط الله الذي عينني سينحيني». وعن عمره المديد وصموده في معاركه ضد الخصوم والمرض، فقد صرح بأسلوبه الاستفزازي الصادم قائلا: «لقد مت عدة مرات. لقد هزمت يسوع المسيح بالفعل، لأنه مات مرة واحدة فقط».

 

الرجل والدجاجة

كان الزعيم الإفريقي موغابي مولعا بالحديث عن النساء بطريقة خاصة تقليدية وعدائية، ومن ذلك قوله في إحدى المناسبات: «حين تنظر إلى الفتيات اللواتي أنفقتَ عليهن المال بدلا من إرساله إلى والدتك، تدرك أن السحر أمر حقيقي». ووجه نصيحة إلى مواطنيه الذكور قائلا: «لا تتشاجروا حتى على الصديقات. البلد مليء بالنساء الجميلات. إذا لم تتمكن من الحصول على واحدة، تعال إلى موغابي للحصول على المساعدة».

أما أشهر مقولاته التي لهجت بها الألسن وما زالت تتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، فهي تلك التي وصف فيها الراتب الشهري بحكمة وبراعة وطرافة، حيث قال: «عندما يأتي راتبك في الوقت المناسب، تأكل الدجاج، وحين ينقص الراتب تأكل منتجات الدجاج (يقصد البيض)، وبعد ذلك تبدأ في تناول طعام الدجاج (القمح والشعير)، وأخيرا، عندما لا يبقى من الراتب شيئا، تصبح أنت الدجاجة ذاتها، وتقضي وقتك في التسكع بحثا عما تأكله».

بعد وفاة زوجته الأولى سنة 1992، تورطت زوجته الثانية غريس -التي كان يكبرها بأربعين سنة- في عدة فضائح خارج البلاد، وتحديدا في سنغافورة وماليزيا وهونغ كونغ، وآخرها في جنوب إفريقيا، عندما اعتدت بالضرب على عارضة أزياء شابة.

وفي سنة 2014، بدأت تكشف عن طموحها لخلافة زوجها في رئاسة الدولة، فأصبحت رئيسة للمكتب السياسي للحزب الوطني الإفريقي الحاكم، وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة زيمبابوي، رغم أنها سجلت اسمها لنيل الدرجة قبل فترة وجيزة.

وفي نونبر سنة 2017، أُرغم موغابي على الاستقالة إثر انقلاب قام به الجيش بدعم من حزبه «الاتحاد الوطني الإفريقي في زيمبابوي -الجبهة الوطنية» (زانو)، تاركا البلاد تتخبط في أزمة اقتصادية حادة ما زالت تتفاقم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى