رقصة الديك المذبوح
بالفعل أصبحت سياسة رقصة الديك المذبوح علامة تجارية معترف بها عالميا لنظام حكم «الكابرانات» في الجزائر، ومنذ نحو عامين على الأقل، وحكام قصر المرادية يبدعون في أداء رقصة الديك وسط توقعات باقتراب نهايته الحتمية والمأساوية. فالديك حينما تراه يرقص بحماسة غريبة فهو ليس على ذلك الحال من شدة الفرح، بل من شدة النزيف والألم يحتضر، ولعل ذلك هو المشهد الفلكلوري الذي توجد عليه اليوم الجزائر وصنيعتها «البوليساريو».
ويقينا أن الديك الجزائري زاد من قفزاته الفلكلورية بعدما تعرض لذبحة جديدة مع موقف ممثلي دولتين كبيرتين ودعامتين رئيسيتين في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، هما المملكة العربية السعودية وقطر، بشأن مواقف بلديهما الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه، خلال جلسة النقاش العام للجنة الرابعة في دورة الجمعية العامة الـ76 قبل أن يصدر مجلس الأمن قراره الدوري نهاية الشهر الجاري.
وطبعا لأن الطغمة الحاكمة في الجزائر تعتبر كل صيحة عليها، فقد أعطت قراراتها لإعلام الجيش للتنكيل بالقيادة السياسية للبلدين، وظهرت عناوين مقززة على صفحات منابر العسكر من مثيل جريدة «ألجيري باتريوتيك» التي تعود إلى عائلة وزير الدفاع السابق خالد نزار، التي شنت هجوما بئيسا على العائلة الحاكمة في المملكة، وكتبت مقالا مضللا بعنوان «النظام الإجرامي لآل سعود يهدد الجزائر في الأمم المتحدة». فالجزائر لم تعد تجد حلا لمزاعمها الزائفة وشرفها المفقود، وجنونها السياسي والدبلوماسي الذي بلغ ذروته، سوى مهاجمة كل من يعترف بسيادة المغرب على أراضيه.
لقد بدا واضحا من خلال ردود فعله المتشنجة أن نظام «الكابرانات» قد انتابته مشاعر الإحباط واليأس ويحاول في فرصة أخرى فاشلة، أن يقامر بآخر أوراقه لنقل النزاع إلى داخل الوحدة العربية وخلق الفرقة داخلها، فالجزائر تدرك قبل غيرها أنها خسرت المعركة الدبلوماسية وفقدت مقومات الصدقية التي تمكنها من المناورة ضد السيادة المغربية، مما زاد من طوق عزلتها الإقليمية والدولية، لكنها تحاول جاهدة الرجوع بطرق بشعة وبلعب خشن ليس فقط تجاه جار جغرافي قاصى من جنون حكامها، بل ضد دول عربية اختارت الموقف الذي يتماشى مع الوحدة العربية ومقوماتها.
في المحصلة، نجح المغرب بموقف قطر والسعودية أمام المنتظم الدولي في كسب تعاطف وتضامن الدول في الوطن العربي، ووضع الأطروحة الانفصالية والدولة الجزائرية في الركن الضيق المعزول إلى حين أن يدرك «الكابرانات» أن معركتهم في المس بوحدة المغرب كالذي يحاول أن يرسم في الماء أو ينفخ حبلا.