عادت أزمة تأشيرات «شينغن» إلى الواجهة، من جديد، بعدما رفضت المصالح القنصلية التابعة لألمانيا النظر في طلبات 800 طالب مغربي للحصول على التأشيرة لدخول أراضيها، وذلك حسب ما كشفت عنه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والتي أشارت إلى أنها تلقت نحو 800 شكاية لطلبة مغاربة رفضت ألمانيا منحهم التأشيرة، مبرزة أن السفارة بررت الرفض، بعد تواصل الجمعية معها، بـ«أسباب عامة تدور رحاها حول جائحة كورونا وما بعدها»، موضحة أن العديد من الطلبة قدموا طلباتهم لجامعات ومدارس ألمانيا وتم قبولهم، وعدد منهم خضعوا لامتحانات الولوج وتم قبولهم، لكنهم فوجئوا بعدم وجود مواعد وهو ما جعل التحاقهم بالدراسة أمرا مستحيلا، «وحتى بعد تواصلهم مع السفارة بالرباط، لم يحصلوا على جواب».
وأكدت الجمعية، كذلك، أنها توصلت بشكاية 60 مواطنا مغربيا رفضت بولونيا النظر في طلباتهم للحصول على عمل في شركات هناك، رغم أن بعضهم قدم استقالته من عمله القديم، وذلك بحجة أن «المواعد غير متوفرة في الوقت الحالي».
وانتقدت الجمعية عدم حصول عدد كبير من المواطنين المغاربة على تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، وذلك رغم تحقيقهم لشروطها، ما يدل على أن «القضية سياسية»، معتبرة أن الأمر أضحى غير مقبول، فيما تشير أرقام رسمية إلى أن دول الاتحاد الأوروبي عمدت إلى رفض عشرات الآلاف من طلبات التأشيرات التي تقدم بها مغاربة خلال الأعوام الأخيرة.
فخلال عام 2021، وحده، رفضت دول أوروبا نحو 157 ألف طلب للحصول على تأشيرات من مغاربة بنسبة 27.6 بالمائة من إجمالي الطلبات، وفق موقع «فيزا شنغن أنفو» المختص بمعلومات تأشيرات أوروبا.
وأفاد الموقع، في 13 فبراير الماضي، بأن المغرب الخامس بين أكثر الدول طلبا لتأشيرات أوروبا، لكنه سجل أعلى معدل رفض بينها بنسبة 27.6 بالمائة، فيما تتراوح نسبة الرفض لمواطني البلدان الأربعة بين 2.7 و16.9 بالمائة. ووفق إحصائية أصدرها موقع «فيزا شينغن»، في 21 فبراير الماضي، أنفق المغاربة 3 ملايين أورو (نحو 3 ملايير سنتيم) في 2021، في طلبات تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون أن يحصلوا عليها.
النعمان اليعلاوي