شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

رشيد نيني يوقع ديوانه «اعترافات تحت التعذيب» بتطوان وسط حضور متميز

فقرات فنية وقراءات شعرية وطرب أدفأت ليلة تطوان الماطرة

شهد المركز الثقافي بتطوان، مساء أول أمس السبت، حفل تقديم وتوقيع الشاعر رشيد نيني لديوانه الجديد «اعترافات تحت التعذيب»، الصادر عن منشورات بيت الشعر في المغرب، بدعم من وزارة الثقافة، حيث أشرف قطاع الثقافة في الوزارة ذاتها ودار الشعر بتطوان ودائرة الثقافة بإمارة الشارقة، على تنظيم وتأطير الحفل المذكور، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الفئات العمرية، إلى جانب حضور وازن لمثقفين وشعراء وكتاب وصحافيين وفنانين في مختلف الميادين بـمدينة «الحمامة البيضاء» والمدن المجاورة لها.
وعلى الرغم من الجو الماطر والطقس البارد بتطوان، إلا أن العروض الفنية التي تخللت حفل تقديم وتوقيع «اعترافات تحت التعذيب»، والمداخلات العميقة ومناقشة ونقد الديوان، منحت قاعة العروض بدار الثقافة دفئا مميزا، ظهر من خلال تفاعل الجمهور مع كافة العروض المسرحية المستوحاة من مقتطفات من الديوان الجديد للشاعر رشيد نيني، والتي أبدعها وقدمها طلبة الماستر في شعبة السينما بتطوان، عبر ملصقات التقطت مقاطع مع الديوان واشتغلت عليها سينوغرافيا فوق الخشبة.
وقدم الأستاذ الجامعي والشاعر والناقد محمود عبد الغني، الديوان الجديد «اعترافات تحت التعذيب» للشاعر نيني، مؤكدا أن الشعر تراجع بشكل كبير بالمغرب، ومحملا المسؤولية إلى الشعراء أنفسهم، على عكس من يحاولون إلقاء اللوم على الصحافة والجهات المسؤولة والظروف، وسماع الخطاب الذي يحد من الاجتهاد في الإبداع، مهما كانت الظروف والأحوال.
وأضاف محمود عبد الغني في مداخلته المختصرة، في انتظار إصدار مقال خاص بنقد الديوان، أن «اعترافات تحت التعذيب» يتميز بالنفس الطويل في القصيدة، ويخيل للقارئ في بداية الأمر أنه يتحدث عن الحب من خلال الديوان كاملا، لكن الحقيقة أن الشاعر تحدث عما نعيشه داخل المجتمع من متغيرات وحركة اجتماعية واقتصادية وثقافية، وربطها بالقلب كعضلة في غاية الأهمية بالنسبة إلى حياة الانسان، ومن خلالها يحب ويكره ويتفاعل مع محيطه، كما أن الإنسان وإن استمرت معاناته مع الحب والألم الذي يسببه، إلا أنه ماض منذ القِدم في البحث عنه والتغني به من خلال الشعر والفن والإبداع في مجالات متعددة.
وشهد الحفل المذكور، كلمة مؤثرة ألقاها الشاعر رشيد نيني، أمام الجمهور بدار الثقافة بتطوان، أثنى من خلالها على سكان المدينة الذين أعلنوا مبادلته الشعور نفسه، وأكد أن «الحمامة البيضاء» تربطه بها علاقة خاصة، باعتبارها مدينة الفن والثقافة، وأنجبت كتابا وشعراء وصحافيين كبارا، وأن علاقته بالمدينة تعود إلى فترة اشتغاله في القناة الثانية، عندما كان يعد ويقدم برنامج «نوستالجيا»، حيث قدم المغني التطواني عبد الواحد التطواني، والممثلة رحيمو، والرسام التشكيلي بن يسف، وجميعهم من تطوان، فضلا عن تطرقه إلى قصة حقيقية وقعت له عندما سافر رفقة صديق له للبحث عن العمل بمدينة مرتيل أواسط التسعينيات، ليعودا بخفي حنين، بسبب توقف العمل بالورش، وضياع حلم بسيط في جمع المال لشراء حاجيات مهربة من الشمال.
وأكد نيني أن كل شخص من الجمهور أو خارج القاعة بأنحاء العالم هو شاعر، لكن ما ينقص البعض هو البحث داخل ذاته عن الطريقة الأمثل للتعبير عما يخالجه، إذ على الرغم من أن الشعر لا يأتي بالخبز بحسب نيني، إلا أنه ضروري للحياة والنضال والممانعة، كون الشاعر هو ثائر على الأوضاع دائما، ويستخدم شعره في كل الأحوال من أجل دفع الظلم وترسيخ القيم الإيجابية داخل المجتمع، بطرق تختلف حسب الإبداع.
وتفاعل الجمهور الحاضر مع المطرب المغربي فؤاد الزبادي، الذي قدم وصلات غنائية رائعة أعادت الجميع لجيل التسعينيات والثمانينيات، حيث الاهتمام بالفن الأصيل، والكلمات الشعرية والموسيقى المتناسقة، من أداء فنانين مبدعين في العزف على الكمان والعود والبيانو والناي، وأكد الفنان فؤاد بدوره على أنه من محبي جمهور «الحمامة البيضاء»، ويكن له احتراما خاصا، شأنه شأن الجمهور المغربي قاطبة، لكن تطوان بحسب الزبادي لها نكهة ثقافية فنية خاصة بها.
وفي ختام الحفل قدم الشاعر والأديب نوري الجراح، مدير «المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق» في أبوظبي ولندن، هدية رمزية إلى الضيف رشيد نيني، عبارة عن لوحة تشكيلية من إنجاز المبدع التشكيلي حسن الشاعر، الذي التقط بريشته قصيدة من الديوان واشتغل عليها تشكيليا بشكل بديع.

وقام الشاعر نيني في الختام، بتوقيع ديوانه الجديد «اعترافات تحت التعذيب»، بحضور العديد من الفنانين والكتاب والمسرحيين والشعراء وغيرهم، حيث كان لافتا حضور العديد من الأطفال/ من رجال الغد، وإصرارهم على توقيع شخصي من نيني، وأخذ صور تذكارية إلى جانبه، وهو الشيء الذي استجاب له الأخير، ضاربا للجمهور التطواني موعدا قريبا مع أعمال ثقافية أخرى، رغم إكراهات العمل الصحافي والتزاماته المتسارعة.

تطوان: حسن الخضراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى