شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسيةوطنية

رسالة للمتكالبين

الافتتاحية

حرص الملك محمد السادس على أن ينزل بنفسه لعيادة ضحايا زلزال الحوز وما جاوره للتخفيف من آلامهم، والمساهمة بدمه في حملة التبرع الوطني والوقوف شخصيا على تفاصيل عملية الإنقاذ والعلاج والإيواء وفقا للتعليمات التي أصدرها للسلطات العمومية خلال اجتماع جلسة العمل الملكية. وطبعا هذا السلوك الملكي ليس بغريب عن ملك يثبت كل مرة أنه أب حنون وابن بار وأخ عطوف يعتبر ما يصيب أي مغربي كما لو أصاب أحدًا من أسرته الكريمة.

فمنذ تسلم الملك محمد السادس السلطة في 1999 وهو إلى جانب شعبه، فكان ولايزال وسيبقى الملك الإنسان، عطوفا على أسرته الكبيرة، والأهم من ذلك أنه يثبت، المرة تلو الأخرى، أننا نعيش في كنف قائد حكيم يعرف كيف يتعامل مع أحلك الفترات التي نمر بها بكل أبوّة وشفافية وصراحة.

لقد أصاب هذا النزول الميداني للملك تجار الأزمات ومحترفي ضرب الاستقرارات في الداخل والخارج في مقتل سياسي وإعلامي، وقطع دابر كل من تسوّل له نفسه المساس بقراراتنا السيادية في لحظة حزن وطني، وجعل بعضهم يخرجون عن طوعهم، كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يظهر جليا أنه لازال يعيش في زمن ما قبل ثورة الملك والشعب، حيث يحاول أن يتقمص دور مقيم عام لدولة الاستعمار بدل أن ينشغل بتدبير شؤون دولته ويخرجها من النفق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي تعيشه منذ صعوده للسلطة.

صحيح أن هاته الكارثة التي تمر بنا أظهرت جانبا آخر من إنسانية ملك وحكمته في قيادة البلد في أقسى مآسيها، لكنها أظهرت، كذلك، معدن المواطن المغربي الذي يحمل ارتباطا وثيقا مع ملكه في السراء والضراء. وقد سطّر ومازال يسطّر هذا التلاحم أروع صور العطاء والتضحيات في سبيل الوطن. فمن قلب الأنقاض ظهر أبطال أشاوس يسجلون في كتاب التاريخ صفحات نادرة ومميزة من التضحية من أجل إنقاذ إخوانهم، حيث شاهدنا صورا أخرى لأبناء المغرب البررة من السلطة والمواطن العادي في معنى الإيثار والتضامن وبذل النفس والنفيس.

واليوم يمكن تحويل الدمار إلى بناء، والمأساة إلى فرصة. وهذا ممكن بوجود ملك لا يقف عند النصف الفارغ من الكأس، بل يعرف جيدا كيف يملأ الكأس كله، يعرف كيف ينقذ الوطن ويحمي استقراره وسيادته من تكالب المتكالبين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى