شوف تشوف

دين و فكر

رحمة الـــــرحمن

علي الشاذلي التونسي

• أعلمك باستفتاح الوجود بـــ(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وباستفتاح الشهود بـــ(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
• إنّما وسعت رحمتُه كلّ شيء لكونها باطنَه، كما وسع كلّ شيء علمُه لكونه ظاهرا: (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ).
• الرحمة أصل التجلّي في الأكوان. وأصل أصول الفقه في عالم الإنسان: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى).
• إنّما أشار إليك بـــ(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) لتتصف برحمته في عالم البقاء:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
• – الرحمة وصف ذاتي سابق، أقلام العلم تكتب من مددها: (الرَّحْمَـنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).
– دَلال الصفات رحمته بك (إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، وجمال الذات محبته لك (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).
– الرحمة من عالم البقاء كما كانت المحبّة من شأن عالم الفناء، فمهما اتبعت المحبةُ الرحمةَ عرجت بها: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ).
– تسبح في بحر رحمته وإحاطة قدرته من كلّ جانب وأنت لا تشعر: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ).
– صفة الرحمة إمام الصفات: (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
• مفتاح باب العلوم تستلمه في حضرة رحمته: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا).
• إذا أردت أن تستبين حقائق الدين فاعلم أنّه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين)، وأنّه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم). بهذه الرحمة والخلق العظيم: (وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا).
• لو حُجِّرت رحمته إلاّ على من يستحقها لما شعْشعتْ في الكون أنوارُها وملأت الخافقيْن أسرارُها: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).
• سبقت رحمتُه غضبه تنبيها لك لئلّا تتوهّم جبروتـَك حكما وانتقامك عدلا: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ).
• الاتصاف بالرحمة مقدّم على تعلّم العلم ومباشرة العمل، لئلّا يكون علمك شقيّا وعملك عصيّا: (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).
• نِسبتك من سائر الخليقة ومعاملتك لهم من حيث اسمه الرحمان، ونسبتـُك من أهل الإيمان من حيث اسمه الرحيم، فكن راحما للخليقة رحيما بأهل الحقيقة: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
• من علامات سريان مدد الرحمة إلى القلب غيرته أن يُـكشف من عبد عيبٌ أو ذنب: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
• بأي نيّة توجّهت إليه سقاك من كأسها (وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا).
(*) كاتب من تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى