
حسن البصري
شهدت القاهرة، يوم أمس الأربعاء، تجديد الثقة في باتريس موتسيبي، وتمت تزكية رئاسته للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى غاية مارس 2029. لم يكن لرجل الأعمال الجنوب إفريقي منافس خلال المؤتمر الاستثنائي لـ«الكاف».
وكما كان متوقعا، حافظ رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع على منصبه ممثلا لـ«الكاف» لدى «الفيفا». لكن الحاضرين لاحظوا تحركات مشبوهة للجزائريين في الفندق بحثا عن تحالفات اللحظات الأخيرة، وتجندت لهذه المهمة سفارة الجزائر وخارجيتها وداخليتها والعاملون عليها.
كان المشهد أقرب مما عشناه في أديس أبابا، خلال مؤتمر الاتحاد الإفريقي، مع اختلاف بسيط يكمن في استبدال الحقائب المحشوة بالمال السائب بـ«ترافل شيك» سريع الدس في الجيوب.
حاولت الجزائر خلق تحالف ضد المغرب وروجت في ردهات المؤتمر لبطء تحضير المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا، وبحثت عن نسخة مصادق عليها من حفيد نيلسون مانديلا لتدفع به إلى الواجهة فلم تعثر عليه.
الحفيد الذي تلجأ إليه الجزائر، في المناسبات الرياضية الإفريقية، ممنوع من مغادرة جوهانسبورغ بسبب تهمة السرقة التي تطوقه وتحد من نشاطه، لكنه توعد بانتداب شخص آخر ينوب عنه له استعداد لقراءة خطبة جزائرية تنبعث منها رائحة الغاز.
مارس الإعلام الجزائري ضغطا رهيبا على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، طالبوه بالصيد في الماء العكر من أجل مقعد في جهاز «الكاف»، حتى لا يظل دور الجزائر مقتصرا على التصويت والتصفيق.
اعتقد حكام الجزائر أن وجود حليفهم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي على رأس «الكاف» سيعبد الطريق أمامهم في أجهزة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وسيساعد رئيس الاتحاد الجزائري على بلوغ أعلى المناصب، لكن ما حصل للرئيس السابق للاتحاد الجزائري جهيد زفيزف حين عجز عن كسب مقعد في الكونفدرالية خلال جمع عام استثنائي أمام منافس ليبي يدعى عبد الحكيم الشلماني.
أقيل زفيزف من منصبه بسبب خسارته في مؤتمر الكاف كما يقال مدرب بعد توالي الهزائم، وجيء بصادي المدعم بمال الغاز فدفعوا به إلى خط النار، وقالوا له: «جاهد يا جهيد واضرب بالرصاص الحي وطالب بنقل مقر الكاف من القاهرة إلى الجزائر، وهدد بتقليص عدد المغاربة الجاثمين على كراسي اللجان الدائمة، ففي عهدك يضرب مسلسل النكبات الكرة الجزائرية، وينال الجار شرف استضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 ويجمع في المغرب ما تشتت من تظاهرات، وإذا عجزت عن كسر شوكة المغرب فانسحب بشرف» إذا بقي له رصيد من تعبئة الشرف. حينها تبين أن المغرب شوكة حقيقية في قدم الكرة الجزائرية.
يتجاوز عدد المغاربة الحاضرين في دواليب الكاف عشرة أفراد، منهم من يتواجد في دائرة القرار ومنهم من يتقمص دور الكومباس، لكن في الجبهة الأولى يقف لقجع والحجوي والسجلماسي وهيفتي والمختاري وفتحي. وهناك أفراد انتهت صلاحيتهم في المشهد الكروي المغربي ولازالت أسماؤهم حاضرة في تركيبة الكاف ولو في دكة الاحتياط. أبرزهم مصطفى حجي المطاح به ويحيى حدقة، دون أن ننسى الإعلاميين المغاربة الذين يشغلون مهام موسمية في الكاف.
فهم المغاربة جدوى الحضور في مراكز القرار، وتبين لهم أن سياسة الكرسي الفارغ تجعلك تحت رحمة الدماغ الفارغ.
في سنة 1988 انتخب عيسى حياتو رئيسا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم خلفا للإثيوبي تيسيما، نال الكاميروني دعم ومساندة المغرب، وفي بيت عبد اللطيف السملالي وزير الرياضة زف عيسى رئيسا للكاف، وما أن اشتد عوده حتى «جر» المغرب للمحكمة الرياضية الدولية في ما يعرف بقضية «إيبولا».
مات عيسى واختفى أحمد أحمد واعتزل زفيزف واعتقل حفيد مانديلا ولكن الكرة مازالت تدور من شدة الركل.