شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرشوف تشوف

خيول وطوكارات

هناك خيط رابط يجمع بين الحركي مبديع، رئيس مجلس

الفقيه بنصالح المتابع في حالة اعتقال بسبب ملفات لها

علاقة بالمال العام، وبين الاستقلالي كريمين رئيس بلدية

بوزنيقة الذي ينتظر قرار عزله الذي أحيل على الوكيل القضائي، مثلما ينتظر محاكمته بسبب ملفات تبديد المال العام، هو أن المتهمين يعتبران من أكبر مربي الخيول.

إضافة إلى أن كريمين يضيف إلى تربية الخيول تربية وتسمين العجول المستوردة بشراكة مع مالك شركة مراعي الشاوية عزيز البدراوي رئيس نادي الرجاء وشركة أوزون لجمع النفايات، وبالمناسبة فوت كريمين لشريكه صفقة النظافة ببوزنيقة التي يترأس بلديتها، وإمعانا في زيادة الشحوم في ظهر شريكه منح كريمين للبدراوي وثيقة استعملها في استصدار حكم ضد جماعة بوزنيقة للحصول على مبلغ مليارين ومائة مليون. مجرد توقيع بسيط على وثيقة لا علم لأعضاء المجلس بها جعل البدراوي يطالب بلدية بوزنيقة أمام المحكمة بمليارين ومائة مليون، “خدم نتا”.

والجميع يتذكر مهرجان “ألف فرس وفرس” الذي نظمه مبديع في الفقيه بنصالح ومنح فيه شيكات بدون رصيد للمشاركين، مثلما يتذكر الجميع كيف صدر مبديع مهرجانه إلى إيطاليا وشحن الخيول إلى هناك.

ولو أن هؤلاء منحوا ربع ما يمنحونه من عناية وحرص لحظائر خيولهم وأبقارهم لساكنة المدن التي يسيرون منذ سنوات لكان واقعها أفضل بكثير مما عليه من خراب.

وطبعا فهؤلاء الرؤساء لا تكفيهم رئاسة البلديات بل يطمحون لترؤس هيئات أخرى للدفاع عن “ريع الكياضر” الذي يشكل مصدر ثروتهم.

وهكذا فمحمد كريمين رئيس بلدية بوزنيقة المهدد بالعزل يناور للفوز بمنصب رئيس جمعية ملاكي الخيول بالمغرب التي تضم جميع أنواع السلالات. وبالإضافة للشركات التي يملكها كريمين، فهو يملك أيضا أزيد من 200 حصان من الخيول المعدة للسباقات الخاصة بالتيرسي عبر شركة sorec، متفوقا بنقطة واحدة على الاتحادي كمال الديساوي الرئيس السابق لمقاطعة سيدي بليوط والذي يملك 140 حصانا.

وهاته السباقات تدر على كريمين، وبقية كبار ملاك خيول السباق، أموالا طائلة كل شهر. كريمين يملك حظيرة مهمة من الخيول التي يراهن على بعضها للفوز بسباق الجائزة الكبرى ويرسل بعضها إلى فرنسا للمشاركة في السباقات هناك، وبحكم نفوذه المالي نسج العديد من العلاقات من ضمنها صديقه الوفي والحميم الصديقي وزير الفلاحة.

ولكي تعرفوا أن تربية الخيول أهم بكثير من تربية الكبدة على الشأن العام عليكم أن تعلموا أن كريمين يملك، باعتباره من ممتهني تربية الخيول، 1200 خيل بين حصان وفرس مخصصة للسباقات يحصل بموجبها على مكافأة المولد (prime de naisseurs) بملايين الدراهم من وزارة الفلاحة. وتتوفر اسطبلاته على قرابة 1200 من الخيول بضيعاته الموجودة بكل من بنسليمان، وتيفلت حيث يملك حلبة لتداريب الخيول،

وبوزنيقة مخصصة لتربية الخيول. كما يملك العديد من أراضي الدولة التي استفاد منها عن طريق التفويت. ويملك عددا لا يحصى من الأبقار، بحكم كونه رئيس جمعية سلسلة إنتاج اللحوم الحمراء.

وحتى نتحدث بلغة الأرقام وليس بلغة الحزام وما تحته التي بالمناسبة يجيد كريمين التحدث بها في مجموعة الواتساب التي يتبادل فيها مربو الخيول محادثاتهم الساخنة ناعتا معارضيه بأبناء العاهرات مهددا إياهم بالتنقل إلى غاية المكان الذي يتواجدون فيه لكي يعتدي عليهم، فعلينا أن نعرف أن المنح برسم سنة 2021 التي حصل عليها كريمين من وزارة الفلاحة ناهزت حوالي ثلاثة ملايير سنتيم، منحة المولد بلغت قرابة ثمانية ملايين درهم، ومنحة السباق بلغت 18 مليون درهم، وهناك منحة مالك الخيول التي بلغت قيمتها 4 ملايين ونصف مليون درهم. أي أن كريمين يحصد تقريبا ثلاثة ملايير سنويا فقط من الخيل وسباقاتها ومنحها.

وبما أن “خوك فالحرفة عدوك” فإن خصوم كريمين، الذين يشتم أمهاتهم في تسجيلات الواتساب، ضغطوا من أجل فرض تعديل بخصوص المنح واتفقوا بأن يبقى أقصى حد للاستفادة من منحة المولد prime naisseurs من نصيب 90 خيلا كحد أقصى، بعدما ظل طيلة السنوات السابقة يستفيد من المنحة لفائدة 217 حصانا وفرسا يستفيد منها كبار مربي الخيول على حساب صغار ومتوسطي المربين.

يخوض كريمين بمعية حلفائه حربا صامتة ضد خصومه المشكلين أساسا من أعضاء المكتب الدائم لشركة صوريك الذين يدافعون عن مصالح الملاك الصغار والمتوسطين، وهم باعطي الطاهر )الخميسات(، بوملحة عبد الجبار )برلماني سابق عن حزب العدالة والتنمية سطات(، الأزرق عبد الحق (رئيس شركة السباقات بالجديدة)، طارق ادريس رئيس جمعية الخيول الإنجليزية العربية (ابن عامل إقليم أكادير سابقا)،

ناصيف اسماعيل ملياردير مفرنس، (رئيس شركة السباقات بالدار البيضاء).

وبسبب كل هذا الكرم الحاتمي، نسبة إلى حاتم الطائي الذي وصل به كرمه إلى ذبح فرسه لضيوفه بعدما لم يجد ما يطعمهم إياه، والذي تتعامل به وزارة الفلاحة مع ملاك خيول السباقات نرى كيف أن كثيرا من رؤساء المجالس والبرلمانيين والوزراء السابقين تعاطوا لهواية تربية الخيول، فأصبحوا مليارديرات في وقت قصير على حساب ملايين البؤساء الذين يلعبون التيرسي كل يوم حالمين بذلك اليوم الذي سيحالفهم الحظ ويراهنون على الجواد الرابح وليس على “الطوكارات”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يزيد في ايامك و يحفظك ايها الغيور المقتدر… حباك الله النفس الطويل… اخيرا وبامر من الله دق جرس المساءلة لكل من سولت له نفسه ان يدوس على حقوق الشعب المغربي الابي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى