خديجة بنت درب السلطان.. زوجة عويطة التي مارست «التيكواندو» بعد اعتزال زوجها الجري
ولد سعيد عويطة يوم 2 نونبر سنة 1959، في مدينة القنيطرة، لكن ظروف الحياة حكمت على والده بالركض خلف لقمة العيش إلى مدينة فاس وكان سعيد حينها صغير السن. لكن وجوده في فاس لم يمنعه من قضاء جزء من حياته بالدار البيضاء، التي تردد كثيرا على ملعبها «كازابلانكيز»، قبل أن يستقر بها بعدما قرر الارتباط بعداءة سابقة تدعى «خديجة»، ابنة درب السلطان التي كانت تنتمي لفريق الرجاء البيضاوي ومتخصصة في السباقات نصف المتوسطة. لم تدم علاقة سعيد وخديجة فترة طويلة إذ تم الزواج بشكل سريع وتوقف مسار خديجة العداءة لتتحول إلى معدة نفسانية لزوجها، رغم أن العارفين بمجال ألعاب القوى نصحوها بالاستمرار في حلبات السباق بالنظر إلى الأرقام التي كانت في حوزتها. وفي بداية علاقة سعيد وخديجة حاول الطرفان تأسيس ثنائي رياضي إلا أن الاحتراف حتم على أحدهما الاعتزال المبكر لفائدة الطرف الآخر.
كانت خديجة متألقة في الألعاب المدرسية حيث نالت مراكز متقدمة، لكنها اختارت أن تزاوج بين الركض ورياضات فنون الحرب، حيث انخرطت في أحد أندية رياضة «التيكواندو» في محاولة للبحث عن مسالك أخرى للتألق.
كانت خديجة هي المدربة الخفية لسعيد ووكيلة أعماله قبل وأثناء تألقه، وبوصلته في الدار البيضاء التي قرر الاستقرار بها بقرار من ابنة درب السلطان.
بعد الإنجاز الذي حققه سعيد عويطة ونوال المتوكل في أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984، منح الملك الراحل الحسن الثاني لكل منهما منزلا في كورنيش عين الذئاب، إلا أن عويطة وبعده نوال باعا الهبة الملكية، بحجة أن المنزل صغير ولا يتلاءم وقيمة إنجازهما الأولمبي ومكانتهما الاعتبارية. وحين اعتزل عويطة المضمار استقر مع زوجته بمدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية، وأنجبا أربعة أبناء وهم: (سكينة ونزهة وعادل وزينة).
بعد الاعتزال أقنعت خديجة زوجها بضرورة عودتها إلى الميادين، ليس عداءة بعدما داهمها الزمن، بل حكمة دولية في رياضة التيكواندو، وهو ما استجاب له عويطة على مضض، لتنخرط خديجة في رياضة قتالية، وبلغت الدرجة الثالثة في سلم هذه الرياضة.
لكن خديجة لعبت دورا كبيرا في دفع زوجها سعيد نحو المضمار السياسي، حين شجعته على الالتحاق بملعب السياسة بألوان حزب الاتحاد الاشتراكي مرشحا للانتخابات التشريعية سنة 1997 عن دائرة المشور بالدار البيضاء، إلا أنه لم ينجح في ولوج البرلمان بالرغم من الشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها، والدور الذي لعبته زوجته في الحملة الانتخابية، سيما على مستوى درب السلطان الحي الذي عاشت فيه. فقد راهن عويطة على شهرته الرياضية إلا أن نتيجة تلك الانتخابات التي جرت في عهد إدريس البصري آلت إلى الدستوري عبد الرحمن أملو الذي فاز بمقعد الدائرة الانتخابية.
وحسب خديجة، فإن خيار الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أملته الرغبة في تأمين المستقبل الدراسي للأبناء، حيث اختارت سكينة وسارة التعمق في علم النفس، ونالتا شهادة الدكتوراه، بينما اختار الابن الوحيد عادل المسار الفني من خلال دراسة جامعية في مجال الإنتاج الفني بجامعة بهوليوود، فيما فضلت أصغر البنات زينة مسارا فنيا بعيدا عن مضامير الرياضة وعلم النفس، حيث ولجت عالم الغناء وعمرها لا يتجاوز 16 سنة، بدعم من والدتها التي ساعدتها على تحويل حلمها إلى حقيقة، فأصدرت ألبوما غنائيا تحت عنوان «أقوى الذكريات»، وهو الشريط الذي عرف إقبالا من طرف متتبعي «اليوتوب». واختارت زينة التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية لقبا فنيا بعيدا عن اسم والدها وعن زينة، إذ تلقب بـ«كزينا» في محاولة لبناء شخصية مستقلة.
وعلى الرغم من الإقبال الذي حققه «كليب» نجلة عويطة، فإن أغلب التعليقات التي رافقته على مواقع التواصل الاجتماعي لم تركز على شكل ومضمون العمل الفني، بل ركزت على الملابس المثيرة التي كانت ترتديها المغنية الناشئة.
أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية، قرر سعيد عويطة إنشاء شركة للألبسة الرياضية، تحمل اسمه «عويطة»، مستغلا صورته كبطل سابق لترويج منتجاته، وشجعته زوجته على دخول التجربة وتحولت إلى مديرة أعمال، إلا أن النجاح لم يحالف المشروع، ما دفع خديجة إلى الانخراط في إحدى المدارس العليا لاستكمال دراستها في مجال التدبير الرياضي.