عاشت واحتا تمزطوط التابعة لدائرة أكدز بإقليم زاكورة، وتالوين التابعة لجماعة مزكيطة، منذ عشية أول أمس الثلاثاء، على وقع نشوب حريقين مهولين، أتيا على قرابة 20 هكتارا حسب مصادر خاصة ب”الأخبار” واتلاف أزيد من 3500 نخلة، حيث لم تتم معرفة الأسباب التي أدت إلى حدوث هذين الحريقين المتفرقين بنفس الإقليم.
وتوجهت عناصر الوقاية المدنية، بسرعة نحو المكانين حيث تمكنت من إخماد الحريق الأول الذي شب بمنطقة تاليوين بمساعدة سكان المنطقة، في حين وحسب مصادر خاصة قدمت شاحنة للوقاية المدنية، وعدد كبير من عناصر للدرك الملكي، ألا أنها لم تتمكن من محاصرة الحريق الثاني بتمزطزط بسبب الرياح القوية التي شهدتها المنطقة وبالنظر إلى وعورة مسالكها الطرقية.
وأفادت مصادر رسمية، أن الحريق الثاني، تسبب في إتلاف حوالي 2500 نخلة وأشجار أخرى، مضيفة أن الحرائق استمرت متجهة نحو مساحات كبرى، في ظل غياب مسالك طرقية وسط الواحة بسبب الرياح، وهو ما دفع السلطات التي وقفت على الكارثة إلى تعزيز الوحدات الإطفائية، بمصالح المطار والجيش والشركات الخاصة، فيما استنفرت الجمعيات المدنية منخرطيها والمواطنين للمساهمة في إخماد الحريق. ولم تكلل هذه المساعي بالنجاح إلا بعدما شاركت طائرات من نوع “كنداير سي إل 415” في عمليات الإطفاء
وتسببت الحرائق في خسائر كبيرة لعدد من الفلاحين، الذين يتخذون من النخل مورد رزقهم الأول، وهو ما سيزيد في تأزيم وضعيتهم الاقتصادية التي تضررت سابقا بفعل الجائحة، كما قال عدد من المتضررين إن عدد كبير من النخيل كان على وشك الينعان، حيث لم يعد يفصلهم عن جني محصولهم سوى أسابيع، في حين طالب عدد منهم بتدخل السلطات، داعين إلى توسيع مسالك الواحة، التي كانت سببا رئيسا في استمرار الحرائق.
وجاءت هذه الحرائق، بعد شهر على اندلاع حريق كبير أتى على حوالي 5000 نخلة بجماعة أفرا بإقليم زاكورة، ويعرف الإقليم ذاته مواسم جفاف للسنة السادسة على التوالي، مما سبب ندرة في المياه السطحية والجوفية، بسبب فاكهة البطيخ الأحمر، الشيء الذي أثر بشكل كبير على واحات المنطقة التي فقدت مئات الآلاف من أشجار النخيل خلال السنوات الأخيرة.
ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة من خطورة حدوث حرائق مهولة، وعممت المديرية العامة للأرصاد الجوية أول أمس، بلاغا حذرت فيه من ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القليلة المقبلة نتيجة لصعود كتل هوائية حارة وجافة قادمة من الصحراء الكبرى نحو المغرب.
