طنجة: محمد أبطاش
تسارع مجموعة من المجالس الجماعية والقروية بمدينة طنجة، الزمن، على خلفية جائحة فيروس «كورونا»، حيث وجدت نفسها بدون أقسام منسجمة وقوية لحفظ الصحة، إذ كانت تدخلاتها في هذا الشأن لا تتجاوز تعقيم أعشاش البعوض والكلاب الضالة، قبل أن تتفشى هذه الجائحة، ويتبين أن هذه الأقسام بدون تكوينات رصينة ولا موارد بشرية على خلفية إهمالها لسنوات.
وقالت المصادر إن القرار الأخير الصادر عن جماعة طنجة، والمتعلق بخصم 10 في المائة من ميزانية المقاطعات، أمر مثير للشفقة، على اعتبار أن هذه المقاطعات رصدت لما هو ثقافي ورياضي وغيره الملايين، بينما تم تهميش هذا القسم الذي له ارتباط مباشر بصحة المواطنين والقاطنين بنفوذهم الترابي، لتعجز بعدها عن تعقيم أحيائها، خصوصا منها مقاطعة بني مكادة كبرى المجالس الجماعية بالشمال.
وتعيش عدة جماعات على الوقع نفسه، منها جماعة اكزناية التي تحيط بها المئات من الشركات الصناعية، فضلا عن جماعة أصيلة وبقية الجماعات القروية بالنفوذ الترابي للجهة، حيث وجدت بعض منها نفسها مكتوفة الأيدي، دون أن تجد سبيلا للتحرك، بفعل نقص وانعدام مواد ووسائل التعقيم لدى البعض الآخر، وهي سابقة يرتقب أن تتحرك إثرها تقارير المحاسبة بعد اجتياز هذه الجائحة.
وكانت جماعة طنجة قررت خصم 10 في المائة من المنحة الإجمالية المخصصة للمقاطعات الأربع، وتحويلها لتطعيم ميزانتها الخاصة بقطاعي حفظ الصحة والشؤون الاجتماعية، وذلك تماشيا مع الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة على الصعيد الوطني للتصدي لتفشي وباء (كوفيد 19).
وجاء هذا القرار إثر اجتماع عمل عقده رئيس جماعة طنجة، الأسبوع الماضي، مع رؤساء ومسؤولي المقاطعات الأربع المشكلة لمدينة طنجة، ويتعلق الأمر بمقاطعات بني مكادة وطنجة-السواني وامغوغة وطنجة-المدينة، حيث تقرر أيضا تحويل بعض فصول ميزانية جماعة طنجة لفائدة قطاع الصحة وحفظ الصحة العمومية والقطاع الاجتماعي، واللذين أضحيا يكتسيان طابعا استعجاليا وعناية خاصة. كما التزمت المقاطعات بإجراء مجموعة من التحويلات على مستوى حساباتها الخصوصية، وذلك لدعم وتطعيم فصول الشؤون الاجتماعية والصحة العمومية.
وجددت جماعة طنجة والمقاطعات الأربع، بتشاور مع السلطات المحلية، التأكيد على انخراطها في تجهيز وتمويل وتوفير المواد والأدوات اللازمة لأماكن إيواء المشردين والأشخاص دون مأوى، إلى جانب دعم قسم حفظ الصحة والمحافظة على البيئة بجميع الإمكانيات المادية والبشرية، عبر إعادة تعيين مجموعة من الموظفين بصفة مؤقتة بهذا القسم، وتخصيص مجموعة من السيارات المصلحية بسائقيها، ووضعها رهن إشارة خليات التعقيم والتنظيف والتطهير حسب المعطيات الصادرة عن الجماعة في هذا الجانب.