
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر جماعية أن أغلبية جماعة طنجة تجاهلت مطالب منتخبين من فرق المعارضة، بالكشف عن ظروف منح هكتار من المساحات الخضراء، التابعة في الأصل للأملاك المخزنية والمقتطعة من مطلب التحفيظ عدد 06-17348، لأحد المستثمرين بغرض إقامة هولدينغ للتعليم الخصوصي، بثمن لم يتجاوز 50 درهما للمتر المربع، في حين سيمتد عقد الكراء إلى غاية 2055.
وقالت المصادر إن المنتخبين المشار إليهم طرحوا هذا الملف على العمدة والأغلبية المسيرة خلال اجتماعات اللجان، غير أنه لم يتم الرد على هذه الاستفسارات، وبالتالي تم تجاهلها في ظروف غامضة.
وأثار هذا الملف موجة غضب بالمدينة، إذ إن منطقة المشروع هي في الأصل منطقة خضراء وفي قلب مدار طرقي، حيث كانت سابقا مخصصة كمتنفس للسكان، وكذا لإبعاد المشاريع العقارية والاستثمارية عنها، بسبب مخاوف من الضغط الطرقي، نظرا إلى كون المدارة تقود بشكل مباشر إلى ملعب ابن بطوطة، الذي يُرتقب أن يحتضن تظاهرات عالمية على صلة بمباريات كأس العالم في كرة القدم.
وحسب المصادر، فإن العقد الذي يمتد إلى غاية التاريخ المذكور آنفا لن يدر على خزينة الدولة سوى مليار سنتيم، بينما كان من الأجدر على الأقل بيع هذا الهكتار بدل كرائه بهذا الثمن الذي وُصف بـ«البخس»، أو تفويته لإقامة مؤسسات تعليمية عمومية، في ظل شكاوى وتقارير رسمية ترفعها المصالح التعليمية بجهة طنجة، بخصوص الاكتظاظ وندرة العقارات لإقامة المؤسسات التعليمية العمومية، في ظل الضغط الكبير على المدارس وبقية المؤسسات التعليمية.
ونبهت المصادر إلى أنه كان من الأجدر على السلطات الوصية على ملفات الاستثمار وضع طلب عروض مفتوح للجميع، ما دام أن مكان إقامة «الهولدينغ الخصوصي» هو في موقع استراتيجي، ويصل ثمن المتر المربع الواحد فيه إلى 15 ألف درهم، ناهيك عن كون محيط المدارة المعنية كان سابقا يمنع الاقتراب منه، نظرا إلى كونه مرتبطا بتصاميم التهيئة كمتنفسات خضراء، ولعدم تشويه الوجه العمراني للمدينة عبر إغراق المدارات بمثل هذه المشاريع الاستثمارية، خاصة من قبيل مؤسسات تعليمية، حيث يُرتقب أن تستقبل نحو 1600 تلميذ وتلميذة، وستتكون من السلك الثانوي والابتدائي والأولي، إلى جانب مركز للتكوين العالي، في حين تبين أنه لم يتم منح صاحب المشروع الأحقية بإقامة مرائب تحت أرضية، وهو ما سيجعل هذه المدارة التي تشهد ضغطا يوميا من حيث السير والجولان تزداد ازدحاما.