حمزة سعود
أشاد خبراء وباحثون، خلال افتتاح أشغال الدورة 12 من الموائد المستديرة حول تحديات توفير الغذاء في العالم، وهي سلسلة لقاءات علمية، تنظمها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، بدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، (أشادوا) بالدور الحيوي الذي يلعبه المغرب في التصدي لارتفاع عناصر كيميائية خطيرة، تشكل ضررا على التربة والأرض، في مواجهة الأمن الغذائي.
وافتتح هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أشغال اللقاءات العلمية، بمشاركة خبراء من جميع القارات، وتخصص للنقاش، حول أهم التحديات الاقتصادية والبيئية والصحية، التي تواجه نقص الغذاء حول العالم.
وقال الهبطي، في تصريح خص به جريدة «الأخبار»، إن مجموعة من الدول العربية والإفريقية، التي لم تشرع بعد في استغلال الأراضي الفلاحية، بات الآن بإمكانها استغلال التقنيات المتاحة حاليا من أجل عدم إلحاق الأضرار أكثر بالتربة والأرض. معتبرا أن الأمن الغذائي العالمي حاليا بات يستدعي استغلال الحلول العلمية المتوفرة، أخذا بعين الاعتبار التغيرات المناخية.
وأكد هذا الأخير أن الحاجة ملحة لمثل هذه اللقاءات العلمية ذات الصيت الدولي، والتي تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها توفير الغذاء عبر العالم، مشيرا إلى أن الجامعة توفر أحدث الابتكارات والتكنولوجيا المتطورة، والذكاء الاصطناعي، للباحثين في المجالات البيولوجية والبيئية والزراعية.
من جهته، أشاد دانيال ناو، المدير العام للبحث العلمي بفرنسا، في تصريحه للجريدة بأن المغرب أطلق سلسلة من الأبحاث والدراسات المعمقة ذات الأسس العلمية، في مواجهة ارتفاع تركيز بعض المواد الكيميائية المسرطنة في الخضر والحبوب، عكس مجموعة من باقي الدول التي لا تعتمد الحلول العلمية، وهو ما اعتبره المدير العام للبحث العلمي بفرنسا، سيرا عكس اتجاه المجهودات الدولية المبذولة في التصدي لارتفاع المواد المسرطنة، وتجاهلا لارتفاع تركيز سمية بعضها في بعض الأنواع الغذائية.
واستعرض إيريك سمولدرز، بروفيسور من جامعة «Ku Leuven» البلجيكية، تأثيرات عنصر الكامديوم الكيميائي المسرطن على الأرض، والتهديد البيئي الذي يتسبب فيه، بحيث يخلف تداعيات وآثار سامة على الكلية والهيكل العظمي والجهاز التنفسي.
وذكر سمولدرز أن انتقال الكامديوم لمسافات بعيدة، يلحق أضرارا بالعديد من الكائنات الحية التي تشكل السلاسل الغذائية، مذكرا بأن مستوى تركيز هذا العنصر الكيميائي في الخضروات والحبوب بدأ يسجل ارتفاعا خلال السنوات الأخيرة، معبرا عن قلق مجموعة من الخبراء من تزايد تركيز هذه المادة في بعض الأصناف الغذائي.
وتمتد الموائد المستديرة، المنظمة بدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، على مدى يومين، تتخللها سلسلة من اللقاءات العلمية، حول المخاطر البيئية والاقتصادية والصحية التي تواجه الأمن الغذائي.