طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأنه، في إطار ضبط مهربين للمخدرات يستعملون طائرات صغيرة الحجم، فإن الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بتارجسيت بإقليم الحسيمة، أدانت، بحر الأسبوع الجاري، متهما بإنتاج المخدرات وتهريبها باستعمال الطائرات، وحكمت عليه بثماني سنوات سجنا وغرامة مالية تزيد عن 300 مليون سنتيم، بعد مؤاخذته بتهم حول «زراعة القنب الهندي وإنتاج المخدرات وحيازتها والاتجار فيها ومحاولة تصديرها دون ترخيص وحيازة المخدرات واستهلاكها، وخرق الأحكام المتعلقة بحركة وحيازة المخدرات داخل الدائرة الجمركية والمشاركة فيها وحيازة بضاعة أجنبية دون سند صحيح خاضعة لمبرر الأصل، المشاركة في ذلك، والمشاركة في التحليق بطائرة فوق التراب المغربي دون التوفر على الوثائق اللازمة، والمشاركة في التحليق بطائرة تحمل رقم تسجيل غير مطابق، وتسهيل دخول أشخاص مغاربة كانوا أو أجانب بصفة سرية إلى التراب المغربي أو خروجهم منه». وتأتي هذه العملية الجديدة لاستعمال الطائرات في التهريب أشهرا فقط على واقعة سقوط طائرة مماثلة بضواحي طنجة، ليتم إدانة ربانها بأربع سنوات سجنا.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإنه جرى إيقاف المتهم على مستوى منطقة تارجيست، خلال الشهر الماضي، على خلفية العثور على طائرة مروحية متخلى عنها نواحي منطقة كتامة، كانت تستعمل في تهريب المخدرات جوا. وبعد إحالة المعني بالأمر على أنظار النيابة العامة، وُجهت له تهم ثقيلة، لتتم إحالته على قاضي التحقيق الذي قرر إحالته على الجلسات عقب استكمال جميع فصول القضية.
ووفق المصادر، فإنه، بعد جلسات ماراطونية، قضت هيئة المحكمة بمؤاخذة المتهم من أجل المنسوب إليه والحكم عليه بثماني سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية، وأداء لفائدة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة تعويضا ماليا، فضلا عن حجز الطائرة وهواتف نقالة.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الطائرة تستعمل في نقل المخدرات بشكل مستمر، حيث يرجح أن هناك مطارا مصغرا تمت إقامته بالمنطقة لنزول مثل هذه الطائرات، قبل أن يتم العثور عليها عقب التخلي عنها من قبل مجهولين بمنطقة خلاء بالنفوذ الترابي للجماعة القروية مولاي احمد الشريف، دائرة كتامة، بإقليم الحسيمة، وبعد أبحاث أمنية وقضائية تم الوصول لهوية صاحبها، ليتم إيقافه في الحين وتقديمه للعدالة، في الوقت الذي يفترض وجود أشخاص أجانب قاموا بتدريب مهربين من المنطقة على طريقة قيادة الطائرات.
وباتت هذه الطائرات تشكل خطرا على أمن المملكة، حيث سبق أن شهدت ضواحي مدينة طنجة سقوط طائرتين بشكل متفرق خلال السنوات الماضية.