
سيدي إفني: محمد سليماني
أعادت مصادقة مجلس جهة كلميم- واد نون، خلال دورة مارس الأخيرة، على اتفاقية إطار تتعلق بتدبير قطاع النفايات المنزلية والمماثلة لها، إلى الواجهة قضية المطرح البيجماعاتي لجماعات إقليم سيدي افني، والمزمع توطينه غير بعيد عن موقع سد قيد الإنشاء لتزويد سكان المنطقة بمياه السقي والماء الصالح للشرب.
واستنادا إلى المعطيات، فقد ظهرت أصوات بالمنطقة، رافضة لتوطين المطرح فوق تراب جماعة “مستي”، لما قد يكون للأمر من تأثير على السكان وعلى الفرشة المائية، خصوصا وأن المنطقة ستعرف إنشاء سد “أسيف ويندر”. وشددت مصادر من السكان على أن الضرورة تقتضي تحويل هذا المطرح إلى مكان آخر بعيد عن السد، خصوصا وأن مساحة إقليم سيدي إفني تبلغ حوالي 3109,7 كلم مربع، وهي مساحة تسمح باختيار مواقع أخرى بعيدة عن المنشأة المائية، سيما وأن الإقليم يعرف إشكالا كبيرا على مستوى الموارد المائية ويتطلب الأمر وضعها ضمن الأولويات.
وسبق لمؤسسة التعاون بين الجماعات “إفني الكبرى”، التي يرأسها رئيس جماعة سيدي إفني، وتضم في عضويتها سبع جماعات ترابية هي: سيدي، إفني، مير اللفت، تيوغزة، مستي، اسبويا، اثنين أملو، وإمي نفاست، أن صادقت على إقامة مطرح إقليمي بين جماعاتي للنفايات المنزلية، وذلك فوق عقار تابع لجماعة “مستي”، إلا أنه مع مرور الأيام تبين أن الموقع المختار لإقامة هذا المطرح العمومي المراقب، لا يبعد عن مكان إقامة سد “أسيف ويندر” سوى بحوالي 1,3 كلم، وهو الأمر الذي يحمل مخاطر كثيرة، إذ إن المواد السائلة المحتمل تسربها من المطرح نحو الفرشة المائية، قد تؤثر على المياه المخزنة في السد، والذي يُعول عليه لتطعيم الفرشة المائية، قصد تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، وتوفير مياه الري للقطاع الفلاحي.
وكان مجلس جهة كلميم- واد نون قد صادق، خلال دورته الأخيرة المنعقدة يوم الاثنين المنصرم، على اتفاقية لتدبير قطاع النفايات المنزلية والمماثلة لها برسم الفترة الممتدة من 2025 الى 2034. وتدخل هذه الاتفاقية في إطار عام لبرمجة وإنجاز وتمويل مشاريع مراكز الطمر التقني ومراكز طمر وتثمين النفايات وتأهيل وإغلاق المطارح العشوائية على الصعيد الوطني، من أجل تنزيل أهداف البرنامج الوطني لتثمين النفايات المنزلية الذي تم إعطاء انطلاقته من طرف وزارة الداخلية سنة 2023، بشراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجهات المملكة 12 وشركاء آخرين. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم إنجاز 51 مركزا للطمر التقني ومراكز لطمر وتثمين النفايات، و270 مشروعا لتأهيل وإغلاق المطارح العشوائية خلال الفترة 2025-2034.
يشار إلى أن مرصد الجنوب للدراسات والأبحاث والتنمية المستدامة، سبق أن أنجز تقريرا حول موقع المطرح، وتبين أن البنية الجيولوجية لموقع المطرح تتميز بوجود صخور “الكرانيت” الهشة والمفتتة بفعل عوامل التعرية وبفعل قِدمها، إذ تنتمي إلى الزمن الجيولوجي ما قبل الكمبري؛ كما تتميز جيولوجية الموقع بوجود انكسارات كثيرة يمكن أن تسمح بتسربات مادة “الليكسيفيا” ومواد أخرى نحو الطبقات الجيولوجية السفلى المتصلة بالفرشة المائية للسد، وهذا ما سيشكل خطرا وتهديدا على الموارد المائية المخزنة بالسد. كما أورد المرصد أن من بين الملاحظات كذلك أن اتجاه الرياح شمال غرب، ستساهم في نقل المواد البلاستيكية التي تتطاير في اتجاه هذه المنشأة المائية، مما سيشكل تهديدا بيئيا حقيقيا للسد.