قيام مجهولين بإضرام النيران في ظروف «غامضة»
كلميم: محمد سليماني
تعرضت ملحقة الأشغال، التابعة لجماعة كلميم، ليلة الخميس الماضي، لعملية تخريب، بعد قيام مجهولين بإشعال النيران فيها. وبحسب المعطيات، فقد امتدت ألسنة اللهب على مساحة شاسعة، مخلفة خسائر مادية جسيمة، وأدت إلى إتلاف مجموعة من التجهيزات الأساسية. واستنادا إلى المصادر، فلم تعرف بعد الجهة التي قامت بإشعال الحريق وإتلاف تجهيزات الجماعة.
ويأتي هذا الحريق بعد حريق أول تعرض له، قبل أيام، «كورنيش» مدينة كلميم، والذي أدى إلى إتلاف مساحة شاسعة من المساحات الخضراء التي يتخذها السكان متنفسا لهم، وذلك بعد قيام مجهولين كذلك بترك بقايا فحم ملتهب استعمل في تحضير الشاي وسط «الكورنيش»، لتنتقل ألسنة اللهب بعد ذلك وتحول مساحة كبيرة إلى رماد أسود، قبل أن تتدخل عناصر الوقاية المدنية وتسيطر على الحريق الذي انتشر بسرعة كبيرة بفعل تزامنه مع هبوب رياح قوية عرفتها المدينة.
ويفتح تكرار حوادث إتلاف ممتلكات جماعة كلميم وتجهيزات المدينة، أسئلة كبيرة حول الغاية من ذلك، والرسائل التي يريد الفاعل أو الفاعلون توجيهها إلى السكان أو إلى المنتخبين، خصوصا وأن هذه العمليات عرفت تناميا كبيرة في الأسابيع الأخيرة، إضافة إلى أنها ليست محصورة في نطاق معين أو حي معين، ذلك أن الجناة يعملون على تخريب مجموعة من الممتلكات والتجهيزات الجماعية بعدد من الأحياء، قبل أن ينتقلوا الآن إلى فضاءات الجماعة الترابية، والبدء في تخريبها وإتلافها.
ودخل رئيس الجماعة الترابية لكلميم على الخط، حيث نشر شريطا مصورا يناشد فيه سكان المدينة التعاون مع الجماعة لإيقاف ما أسماه «العبث» الذي تتعرض له ممتلكات الجماعة، والتي هي ليست ممتلكات لفلان أو علان، بل هي لسكان المدينة ككل. وأضاف رئيس الجماعة، حسن الطالبي، أن المقصود الذي يسعى الجناة توجيهه إلى منتخبي الجماعة أو السكان يظل غير معروف بعد. وأبرز رئيس المجلس أن مكتبه يتوصل يوميا بشكايات عديدة حول أفعال تخريب وتدمير وإحراق ممتلكات الجماعة، ومن بينها قيام الجناة بشكل مستمر بتهشيم عدادات الكهرباء من أجل إدخال أحياء كثيرة في ظلام دامس لغاية غير معروفة. في المقابل، أشار الرئيس إلى أن الجماعة سائرة في اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية ضد الجناة والفاعلين، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية، بعدما بلغ السيل الزبى بحسبه.
وكان مكتب المجلس الجماعي بدوره استنكر وشجب هذه «السلوكات المستهترة» التي تطول ممتلكات الجماعة، كما أهاب بمرتادي المتنزهات والحدائق العمومية الالتزام بقواعد السلامة والوقاية، وتجنب كل ما من شأنه أن يتسبب في اندلاع الحرائق، وذلك حفاظا على المتنزهات والمساحات الخضراء بصفة خاصة، كما أهاب بجميع المواطنين من سكان المدينة ومكونات المجتمع المدني والسلطات المحلية، التعاون وتظافر الجهود كل من موقعه، لترسيخ ثقافة المحافظة على المرافق والتجهيزات العمومية بصفة عامة، ولنشر مبادئ التوعية والتحسيس بأهمية ووظائف وجمالية هذه المنشآت.