النعمان اليعلاوي
تلوح بوادر احتقان في أوساط كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بعدما خاض طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان في مدينة الدار البيضاء، احتجاجا ضد التغييرات التي تهم الدراسات الطبية والصيدلية بالمغرب، والمتعلقة أساسا بقرار تقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات والسلك الثالث، حيث عبر المحتجون عن رفضهم لقرار تخفيض سنوات التكوين، لضبابية الطريق بالنسبة إلى الطلبة، في ظل عدم الانتهاء من صياغة السلك الثالث وتأطير الأطروحات. مطالبين بهيكلة السلك الثالث، ووضع تصور واضح حول طب الأسرة بخصوص إضافته في السنة السادسة، معلنين عن إضرابات وطنية شاملة للدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية، باستثناء المداومات النهارية والليلية ومصالح الإنعاش.
في هذا السياق، كشفت مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة أن قرار التصعيد يأتي عقب اجتماع اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة مع ممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إلى جانب ممثلي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، «وهو الاجتماع الذي لم يكن ذا نتائج تذكر». مشيرة إلى أن «وزارتي التعليم العالي والصحة تطلقان وعودا لا تترجم إلى إجراءات فعلية، كل ما تم التوصل إليه، هو عدم إقرار طب الأسرة باعتباره تخصصا أو إدراجه للتدريس في السنوات الخمس الأولى، بل سيكون على شكل عناصر تكميلية لا دروسا نظرية في السنة السادسة. وأما في ما يخص هذه السنة، فإنه من المقرر الخروج بمقترح وزاري متم السنة الحالية بحلول دجنبر 2023».
وسبق أن عبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب عن رفضها للقرار الوزاري، القاضي بتخفيض سنوات الدراسة في كليات الطب والصيدلة من 7 إلى 6 سنوات. ودفعت موجة الاحتجاجات التي خاضها طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، الأسبوع الماضي، وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والصحة والحماية الاجتماعية، إلى عقد اجتماعات مع الطلبة الغاضبين، وهي الاجتماعات التي قال الطلبة إنها لم تحمل الاستجابة لـ«أبرز المطالب الضامنة لتحسين جودة التكوين، بل تهربت الوزارتان من تقديم أي ملموس بخصوص البرنامج التعاقدي، الذي كان من المتوقع توقيعه قبل أشهر، مع تبنيهما حلولا ترقيعية لتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية، بالموازاة مع قرار الرفع من أعداد الوافدين الجدد»، حسب الطلبة، الذين انتقدوا ما وصفوه بـ«تعنت الوزارة الوصية، وتبنيها المماطلة في ما يخص موقف اللجنة الوطنية».