طنجة: محمد أبطاش
كشف تقرير رسمي منبثق عن عدة اجتماعات، تم عقدها بمدينة وجهة طنجة، في إطار إعداد وثيقة التصميم الجهوي لإعداد التراب، أن الحل البديل لمواجهة أي تحديات مستقبلية بخصوص الجفاف وانخفاض منسوب السدود، هو تشييد ثلاث محطات لتحلية مياه البحر بعموم جهة طنجة، لوجود سواحل شاسعة محليا. وحسب نص التقرير، تم «اقتراح إنجاز ثلاث محطات لتحلية مياه البحر بالجهة، علما أن المخطط الوطني للماء في أفق سنة 2050 اقترح فقط إنجاز عدد من السدود بالجهة. وبني هذا المقترح على المقارنات الدولية، التي تظهر أن عددا من دول البحر الأبيض المتوسط لجأت إلى هذا الإجراء لمواجهة كل الاحتمالات في مجال التحول المناخي العالمي».
ويتزامن هذا الأمر مع عودة النقاشات إلى الواجهة، بعد إعطاء انطلاقة لدراسة إحداث محطة تحلية بطنجة في بداية الأمر، خاصة مع صدور تعليمات للمصالح الوصية بالعمل على إيجاد حل جذري ونهائي لمواجهة إشكالية تزويد منظومة طنجة بمياه الشرب عبر اللجوء إلى الموارد غير التقليدية، سيما بناء محطة تحلية مياه البحر التي ستؤمن بشكل تام الحاجيات المائية للمنطقة، وضمان الأمن المائي لما يفوق مليون نسمة.
ومن ضمن الحلول المتاحة في الوقت الراهن لتزويد جهة طنجة بالماء، بناء محطة تحلية، أو ربط المنظومة المائية لطنجة انطلاقا من محطة المعالجة «الحاشف» بسد وادي المخازن، علما أنه يتم حاليا تحويل 50 مليون متر مكعب سنويا من مياه سد دار خروفة إلى طنجة.
ويبقى هذا الحل واردا بشدة في ظل العوامل غير التوقعية للتغيرات المناخية، حيث تجهل الوضعية الهيدرولوجية للسنوات المقبلة، والتي قد تساهم في تراجع الموارد التقليدية من مياه الأمطار والسدود والفرشات المائية، مقابل وفرة مياه البحار التي تحتاج إلى استثمارات مهمة لإقامة محطات تحلية لتزويد جهة طنجة بشكل منتظم بالماء. وحسب المعطيات، فيأتي هذا المورد المائي غير التقليدي ليشكل بديلا ممكنا لمواجهة أي خصاص محتمل بطنجة، وذلك بالاستفادة من تجربة الحسيمة، حيث مكنت محطة التحلية التي تم افتتاحها أخيرا من حل ندرة المياه بالمدينة، بل والشروع في تزويد مدينة تارجيست بمياه البحر المحلاة.