الأخبار
أفادت مصادر موثوق بها بأن تنسيقا أمنيا محكما بين مصالح «الديستي» والشرطة القضائية بولاية أمن فاس، مكن من تفكيك عصابة إجرامية خطيرة مكونة من ستة أشخاص، بينهم سيدتان وبارون مخدرات من ذوي السوابق القضائية.
وحسب المصادر ذاتها، أسفر التدخل الأمني الذي أشرف عليه والي أمن فاس ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن اعتقال مكونات العصابة الإجرامية المتخصصة في تنفيذ عمليات اختطاف واحتجاز وطلب الفدية من عائلات المختطفين، وقد امتد التدخل الأمني النوعي لإجراء تفتيشات وحجز ست سيارات وثلاثة أطنان من مخدر الشيرا ومبالغ مالية كبيرة، يرجح تحصيلها من العمليات الإجرامية التي نفذتها العصابة، بمنطقة فاس ومكناس والحاجب، حيث تم إيقاف أفراد الشبكة، مباشرة بعد توصل الشرطة بشكاية عائلة تعرض أحد أبنائها للاختطاف والاحتجاز وطلب الفدية.
وضمن معطيات مؤكدة حول الواقعة وردت في بلاغ رسمي للمديرية العامة للأمن الوطني، تمكنت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أول أمس الاثنين، من إيقاف ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 34 و68 سنة، من ضمنهم سيدتان وشخص من ذوي السوابق القضائية في الاختطاف والاحتجاز، وذلك للاشتباه في تورطهم في نشاط عصابة إجرامية متورطة في قضية تتعلق بالاختطاف والاحتجاز وطلب فدية مالية والحيازة والاتجار غير المشروع في المخدرات.
وحسب المصدر نفسه، تشير المعطيات الخاصة بالبحث إلى تورط المشتبه بهم في استدراج إحدى الضحايا وتعريضه للاختطاف والاحتجاز وطلب مبلغ مالي على سبيل الفدية، وهو المبلغ الذي تم تسليمه من عائلة الضحية، قبل إشعار مصالح الأمن بالقضية، لتتم على الفور مباشرة سلسلة من الأبحاث الميدانية التي مكنت من تحديد هويات المتهمين بشكل كامل.
وحسب معطيات حصرية حصلت عليها “الأخبار”، فإن الضحية الذي تعرض للاختطاف هو “سمسار” معروف بمدينة فاس، يسمى “ع.ج” ينحدر من نواحي جرف الملحة بإقليم سيدي قاسم، وأفادت المصادر أن الضحية أوهم المشتبه فيهم بقدرته على التدخل في ملفات معروضة على القضاء، مقابل مبالغ مالية، لكونه يتردد باستمرار على قصر “العدالة”، حيث حصل منهم على مبلغ مالي يقارب 40 مليون سنتيم، قبل أن يكتشف الأشخاص الموقوفون أنهم تعرضوا للنصب والاحتيال، وقاموا بمطالبته باسترجاع المبالغ المالية المسلمة إليه، وتم استدراجه قبل أسبوع إلى مدينة مكناس، ليتم اختطافه واحتجازه.
وتتويجا للأبحاث الميدانية المنجزة، يضيف البلاغ ذاته، فقد أسفرت عمليات أمنية متزامنة عن إيقاف المشتبه فيهم بكل من مدينتي مكناس والحاجب ومنطقة عين جري وبوفكران، حيث مكنت عمليات التفتيش من العثور بحوزتهم على ست سيارات استعملت في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية، فضلا عن حجز جزء كبير من المبلغ المالي المتحصل من عملية الفدية، ووثائق شخصية تخص الضحية، وصور توثق لوضعيات الضحية خلال فترة احتجازه.
كما مكنت عمليات التفتيش المنجزة بمنزل يستغله أحد المشتبه فيهم من حجز شحنة من المخدرات، ناهز وزنها الإجمالي ثلاثة أطنان من مخدر الشيرا.
وتم الاحتفاظ بالموقوفين في هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية، على خلفية البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ظروف وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وكذا الكشف عن دوافعها وخلفياتها الحقيقية.
