علم لدى مصادر موثوق بها أن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الثالثة بولاية أمن الرباط أحالت، صباح أول أمس الأحد، 8 أشخاص، بينهم خمسة مهاجرين أفارقة، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية أحداث الشغب والفوضى الخطيرة التي شهدها حي التقدم بالرباط، ليلة الجمعة الماضية، بسبب مواجهات دامية بين بعض الشباب من حي «بيزنطة» ومهاجرين أفارقة يحملون جنسيات مختلفة.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وبعد استنطاق الموقوفين ابتدائيا، قرر إيداع سبعة منهم سجن العرجات، بينهم خمسة أفارقة يحملون كلا من الجنسية الغينية والسينغالية والمالية، فيما أخلى سبيل المشتبه فيه الثامن بعد أن تبين عدم ارتباطه بالأحداث الدامية التي هزت حي التقدم نهاية الأسبوع الماضي.
وبالعودة إلى شريط المواجهة الخطيرة، التي أبرز تفاصيلها مقطع فيديو مطول جرى تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد عاش حي التقدم الشعبي بالرباط، قبل يومين، اشتباكات عنيفة بين العشرات من السكان وعدد من المهاجرين الأفارقة، في مواجهات تسلح فيها الطرفان بالمديات والهراوات والحجارة، وتم فيها تبادل الرشق بالحجارة من النوافذ وأسطح المنازل.
وحسب مصادر محلية، فقد اندلعت هذه المواجهات بعد خلاف بين مهاجرين أفارقة وساكنة الحي بالقرب من أحد المساجد، عقب صلاة التراويح، تحول إلى عراك ومواجهة شرسة خلقت حالة من الرعب بالمنطقة، ورافقها تخريب وعويل للنساء وبكاء الأطفال، بعد هجوم المهاجرين الأفارقة على المنازل بالحجارة.
وحسب ما كشفت عنه المصادر، فإن عشرات المهاجرين الذين يقطنون بشكل سري بمنازل عشوائية بالتقدم، انخرطوا في المواجهة التي خلفت جرحى وخسائر مادية بالجملة في ممتلكات ومنازل المواطنين، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية بإنزال وفرق مختصة نجحت في إعادة الهدوء إلى الحي، وإيقاف بعض المشتبه فيهم بإحداث الفوضى وتبادل الضرب والجرح باستعمال الأسلحة البيضاء والرشق بالحجارة، حيث احتفظت بثمانية أشخاص رهن الحراسة النظرية، مزدادون بين 1989 و2005، قبل أن يتم، مساء أول أمس، إيداع سبعة منهم (خمسة أفارقة ومغربيان)، السجن من أجل متابعتهم بتهم الإقامة غير الشرعية وإحداث الفوضى بالشارع العام والضرب والجرح باستعمال الحجارة والأسلحة البيضاء.
وحسب مصادر الجريدة، فإن هذا الحادث ليس الأول من نوعه حيث تعيش أحياء عديدة بتمارة والرباط، وبشكل خاص أحياء دوار الدوم والمعاضيد ودوار الحاجة، التي تعد أخطر الأحياء بمدينة الرباط من الناحية الأمنية وأشهرها عشوائية واستقطابا لمئات المهاجرين الأفارقة السريين، على وقع توترات ومواجهات عنيفة بين عدد من المهاجرين الأفارقة والمغاربة من قاطني هذه الأحياء .
وأفاد أحد سكان منطقة التقدم بأن الكثير من المهاجرين الأفارقة مسالمون، ويبحثون عن لقمة عيشهم، في إطار تعايش كبير مع الساكنة المحلية، لكن هناك العشرات ممن تحولوا إلى هاجس بالنسبة للسكان، بفعل ممارسات خطيرة تتعلق بالسرقة والترامي على ممتلكات الغير واعتراض السبيل.
