طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أنه عثر، في وقت متأخر من عشية أول أمس الأربعاء، على «الصراف» الذي كان موضوع بلاغ باختفائه وتعرضه لمزاعم اختطاف داخل مرأب سيارات بحي النجمة وسط طنجة، حيث جرى العثور عليه بمدشر بمنطقة القصر الصغير بضواحي البوغاز، وعليه آثار ضرب وجروح وصفت بالخفيفة، ليتم نقله صوب ولاية أمن طنجة، للاستماع إليه في محضر قانوني، قصد معرفة تفاصيل ما جرى بالضبط والظروف التي أوصلته إلى الغابة.
وقالت المصادر إن السلطات الأمنية بثت، منذ يوم الأحد الماضي، حين توصلها ببلاغ الاختفاء، حالة استنفار في عناصر الفرقة الولائية للشرطة القضائية لتتبع تفاصيل القضية، بعدما تلقت عائلته رسائل هاتفية من مجهولين يطالبون بفدية مقابل إطلاق سراحه، في وقت اتضح أن الأرقام التي أُرسلت منها هذه الرسائل تعود إلى دول أوروبية، وهو ما زاد من الغموض في هذه القضية.
واستدعت المصالح الأمنية مختلف أطراف القضية، وتجري تحقيقات مكثفة للتأكد من صحة هذه المزاعم أو وجود دوافع أخرى وراء اختفاء المعني، خاصة مع ظهور معطيات تشير إلى صراعات بينه وأطراف مجهولة سبق أن هددته، ما دفعه إلى تقديم شكاية لدى النيابة العامة المختصة طلبًا للحماية. واطلعت المصالح الأمنية على تسجيلات كاميرات المراقبة، وتبين أن المنطقة التي شهدت الحادثة كانت في ظلام دامس، وهو ما يثير الشكوك حول وجود ظروف غير طبيعية وراء ذلك، خصوصًا أن السلطات لم تسجل أي انقطاع للكهرباء أو أعطال في الإنارة العمومية قبل الواقعة.
وأخضعت المصالح الأمنية أطراف القضية لتحقيقات معمقة بهدف الوصول إلى خيوط واضحة تكشف الملابسات الحقيقية وراء اختفاء الضحية المفترض، خاصة إذا كان مرتبطًا بشبكات إجرامية أو بدوافع أخرى، سيما أن الجهة المجهولة التي يُفترض أنها نفذت العملية سارعت إلى مراسلة عائلة الضحية فور وقوع الحادثة، وهو ما لا يتماشى مع أساليب الشبكات الإجرامية المحترفة في مثل هذه القضايا، وفقًا لبعض المصادر.
ورجحت التحقيقات الأولية أن يكون الأشخاص الذين نفذوا العملية على صلة مباشرة بالمختفي نظرا لكونه يتعامل بشكل مباشر مع قضايا الاستثمارات التي تتقاطع أحيانا مع عمليات «تبييض للأموال»، في انتظار ما ستكشفه الأبحاث الأمنية، بما في ذلك تحليل مختلف الفرضيات المطروحة، وإخضاع جميع المقربين من المختطف المفترض لتحقيقات وتحريات واسعة لتحديد ما إذا كانت الواقعة حقيقية أم محاولة لتضليل العدالة، فضلاً عن الاستماع إلى رواية المعني قصد الكشف عن تفاصيل هذا الملف، الذي أثار ضجة بطنجة طيلة الأيام الماضية والذي قال مباشرة بعد العثور عليه إن المختطفين تخلوا عنه بعد شعورهم باشتداد الخناق عليهم، وكذا مطالبته بالإدلاء بجميع الفواتير والمعاملات التي قام بها أخيرا بغرض الوصول إلى خيوط لفك لغز هذه القضية.
