محمد وائل حربول
احتج عدد من السكان بمناطق متفرقة بمراكش، منذ أزيد من 5 أيام على تغير لون وطعم الماء الصالح للشرب، الذي أصبح مالحا وفقا لما تم تدوينه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم يسبق بتاتا أن كان الماء بالمدينة بهذا الطعم واللون، وهو الشيء الذي أدخل الخوف في نفوس الساكنة، إذ واستنادا إلى ما عاينته الجريدة فقد أصبح الطلب على الماء المعدني كبيرا، حيث شهدت مجموعة من المحلات التجارية نفاد الماء المعبأ بسبب كثرة الطلب.
وفي هذا الصدد، اتهم عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بعدم إخطارهم أو إخبارهم بتغير طعم ولون الماء، حيث أكدوا على أنهم اعتقدوا بداية بوجود تسرب سام بالمياه ما اضطرهم لعدم استعماله في أي من الاستعمالات اليومية الاعتيادية إلى حين خروج الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتوضيح في هذا الموضوع، إذ أكد مصدر مطلع من داخل الوكالة لـ «الأخبار» على أن الأخيرة توصلت بمجموعة من الاستفسارات والشكايات من طرف المواطنين بمجموعة متفرقة من مناطق المدينة.
وتجاوبا مع الضجة التي حدثت بمواقع التواصل الاجتماعي، أكدت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش أن الماء الموزع يستجيب لجميع معايير التوزيع المعتمدة من طرف المصالح المختصة، ذلك أن التغيير الذي تمت ملاحظته من طرف بعض زبناء الوكالة راجع إلى تغيير مصادر التوزيع نظرا للظرفية الحالية المتعلقة بانخفاض في الموارد المائية والتساقطات المطرية التي تعرفها المدينة.
وحسب التوضيح الذي توصلت «الأخبار» بنسخة منه، فقد كشفت الوكالة أنه ومن أجل تأمين تزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب، تم تشغيل المنشأة المنجزة في السنوات الأخيرة والتي كلفت كلا من الوكالة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء) استثمارات جد مهمة. كل ذلك من أجل الاستجابة لمتطلبات الساكنة وتأمين توفير هذه المادة الحيوية.
وأبرزت الوكالة ذاتها، أن تغيير مصدر التزويد لا تأثير له على جودة المياه ومطابقتها للمعايير الجاري بها العمل، ونخص بالذكر المعيار المغربي NM 03-7-01 و NM 03-7-02، حيث أشارت في هذا الصدد إلى أن الوكالة تحرص على القيام بجميع التحاليل المخبرية اليومية والمراقبة الدائمة سواء داخل المختبرات الخاصة بالوكالة أو المختبرات الخارجية التي تتمتع بكل صفات الاستقلالية والحياد في تقديم النتائج وهي مختبرات معتمدة من طرف المصلحة المغربية للاعتماد بوزارة الصناعة والتجارة، بما فيها مراقبة المكتب الصحي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء) ومندوبية الصحة.
وفي ما يخص تغيير اللون الذي عرفته بعض الأحياء، أكدت الوكالة على أنه يعتبر مسألة آنية وظرفية نتيجة تغيير نظام التوزيع بالمركب الهيدروليكي الجديد، قبل أن تشدد على أن وضعية التوزيع حاليا طبيعية، وتبقى جميع فرقها معبأة من أجل ضمان وتأمين التوزيع بالجودة المطلوبة وطبقا للمعايير الجاري بها العمل.