إنزكان: محمد سليماني
أسدلت المحكمة الابتدائية بإنزكان الستار على واحدة من القضايا الشائكة، التي تحظى بمتابعة واسعة على صعيد مناطق جهة سوس ماسة، والتي تتعلق باستغلال أغاني مغنية أمازيغية من قبل مغنية أخرى، وأداء هذه الأغاني في الحفلات والأعراس والسهرات.
واستنادا إلى المعطيات، فقد قضت المحكمة بإدانة مغنية أمازيغية متهمة بجنحة خرق حقوق المؤلف المنصوص عليها وعلى عقوبتها في المواد 19 و10 و64 من القانون رقم 2.00 المتعلق بحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، من خلال إدانتها بما نسب إليها، والحكم عليها بغرامة نافذة قدرها 15 ألف درهم، مع تحميلها الصائر والإجبار في الأدنى. أما بخصوص الدعوى المدنية التابعة، فقد تم الحكم على المتهمة بأدائها للمطالبة بالحق المدني تعويضا إجماليا قدره 50 ألف درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى. كما أمرتها المحكمة بحذف جميع أغاني المشتكية التي قامت بقرصنتها، عبر منصة «اليوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي، دون ترخيص منها.
وحسب المعلومات، فإن المغنية الأمازيغية فاطمة شاهو، المعروفة فنيا باسم فاطمة تباعمرانت، قد تقدمت بشكاية إلى المحكمة عبر محاميها، ضد مغنية أمازيغية صاعدة أخرى، تحمل نفس اسمها الفني، وذلك بتهمة استغلال حقوقها وملكيتها الفكرية. وقد انتصرت المحكمة لفائدة المشتكية، في حكم سيكون له ما بعده، خصوصا في الوسط الفني، الأمازيغي منه أو بباقي التعبيرات اللغوية واللسنية الأخرى. ذلك أن الملكية الفكرية للفنانين أضحت مستباحة في الوسط الفني، إذ يعمد عدد من المغنين والمغنيات إلى أداء أغاني فنانين آخرين في الحفلات والسهرات أمام الجماهير، ويتم تسجيل هذه المقطوعات، وإعادة بثها على منصات التواصل الاجتماعي، ومنصة الفيديوهات «يوتيوب»، من أجل تحقيق عائدات أخرى، الأمر الذي يعتبر اعتداء صريحا على الملكية الفكرية والفنية لأصحاب هذه المقطوعات الغنائية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن أغلب الفنانين الصاعدين يؤدون أغاني غيرهم في الحفلات والسهرات والأعراس، دون موافقة منهم، غير أن بعض أصحاب هذه الحقوق باعتبارهم مؤلفين، لا يلجؤون إلى القضاء لإنصافهم، وذلك لكون بعضهم لم يقم أصلا بتسجيل حقوقه لدى المكتب المغربي لحماية حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، فيما البعض الآخر يلجأ في النهاية إلى تسويات لهذه المشاكل بين الطرفين دون اللجوء إلى القضاء. غير أن المغنية الأمازيغية فاطمة تباعمرانت لجأت إلى القضاء لإنصافها، على اعتبار أنها من الفنانين الأمازيغ السباقين إلى تسجيل مجمل أغانيهم لحمايتها من القرصنة، والسطو عليها من قبل فنانين آخرين.
وقضت المحكمة بإدانة المتهمة بما نسب إليها، لعدم حصولها على ترخيص من قبل المؤلفة صاحبة الملكية الفكرية، كما استندت المحكمة في حكمها إلى عدة أدلة، قدمها محامي المشتكية، من بينها محضر لمفوض قضائي، أثبت أداء المتهمة أغنيتين للمشتكية خلال سهرة فنية بإقليم تيزنيت أخيرا، إضافة إلى أغان أخرى للمشتكية طرحتها المتهمة على منصات التواصل الاجتماعي.
