تعزيزات أمنية مكثفة بأسواق الأضاحي بفاس لضمان الأمن
انتشرت تعزيزات أمنية مكثفة بمختلف الأسواق الموسمية المخصصة لبيع أضاحي العيد بمدينة فاس، تحسبا لأي انفلات أمني محتمل بالتزامن مع الإقبال المكثف على اقتناء الأضاحي، ولتفادي تكرار أعمال العنف التي شهدتها مدينة فاس قبيل عيد الأضحى للسنة الماضية. وعلمت «الأخبار» أن فرقا أمنية خاصة حلت بالعاصمة العلمية منذ نهاية الأسبوع الماضي، خصيصا لدعم عناصر التدخل السريع ومكافحة الشغب بالمدينة، من أجل السهر على ضمان أجواء عادية داخل أسواق بيع الأضاحي، والحيلولة دون حدوث أعمال الشغب.
ولوحظ وجود عناصر أمن كثيفة، خاصة بسوق بنسودة الذي كان خلال نفس الفترة من السنة الماضية مسرحا لأعمال عنف خطيرة، عندما اندلعت مواجهات دامية، استعملت فيها عناصر إجرامية أسلحة بيضاء والرشق بالحجارة، كما تمت مهاجمة العديد من مربي الأضاحي والاعتداء على المتسوقين، ما فتح المجال لمشاهد مرعبة من الفوضى والنهب، وُجهت خلالها انتقادات شديدة لضعف الوجود الأمني بالسوق. واستهلت عناصر الأمن عملياتها، يومي السبت والأحد، بحملات اعتقال طالت العديد من المشتبه فيهم وذوي السوابق القضائية، الذين تم ضبطهم داخل هذه الأسواق، منهم من تم ضبطه في حالة تلبس بالسرقة أو الاعتداء، ومنهم من تم توقيفه لوجود مذكرات بحث عنه، أو من أجل التحقق من هويته.
وقام كل من والي جهة فاس ووالي الأمن الإقليمي بزيارة تفقدية نهاية الأسبوع الأخير لسوق «بنسودة» للوقوف عن كثب على الإجراءات المتخذة لتوفير شروط الأمن والسلامة بهذا السوق.
ويأمل سكان العاصمة العلمية في أن تساهم هذه التعزيزات الأمنية في استتباب الأمن والطمأنينة في الأسواق الموسمية للأضاحي، بعدما عانوا الأمرين خلال السنوات الماضية من بطش عدد من الجناة والغرباء الذين يستغلون عادة مثل هذه المناسبات، خاصة خلال ذروة الإقبال على هذه الأسواق، من أجل فرض الأمر الواقع وتهديد أرواح وممتلكات المواطنين.
إلى ذلك، تحولت العديد من الفضاءات الفارغة بمدينة فاس، ومنها الفضاء القريب من المركب الرياضي، ومساحات أخرى بأحياء بنسودة وبندباب وصهريج كناوة، إلى أسواق مفتوحة لبيع الأكباش ورؤوس الماعز، حيث انخرط الكسابون و»الشناقة» في عمليات تسويق الأضاحي، ما دفع المواطنين إلى اقتناص أضاحيهم مبكرا، بينما قصد آخرون هذه المواقع من باب الاستطلاع ومعرفة الأسعار.
وفي المقابل، عمدت السلطات المحلية إلى إخلاء عدد من الكسابين و»تجار أضاحي العيد» من بعض الأزقة والساحات العمومية وسط الأحياء السكنية، بدعوى أن مثل هذه الأنشطة الموسمية غير المنظمة تتسبب في أضرار بيئية وصحية ومظاهر الفوضى، وهو ما خلف موجة غضب وتشنجات بين بعض التجار وأعوان السلطة، خاصة عندما تدخلت السلطات لمنع عدد من التجار المعنيين، في حين فضل العديد من المواطنين ارتياد الأسواق التجارية الكبرى لاقتناء الأكباش، بعيدا عن الازدحام وصخب الأسواق العشوائية.