تخصيص 15 مليون دولار لدعم أزيد من 1000 تعاونية
محمد وائل حربول
في إطار التعاون بين الحكومتين المغربية والأمريكية، وفي انسجام تام مع الأولويات الحكومية الرامية إلى تحفيز الإقلاع الاقتصادي بالمناطق القروية والحضرية، تم عقد لقاء مهم بمدينة مراكش، أول أمس الخميس، خصص لتتبع التقدم الذي أحرزه برنامج «دعم التعاونيات» على مستوى جهة مراكش- آسفي، والذي يهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، ومكافحة الآثار الاقتصادية المترتبة عن جائحة كورونا.
وتميز اللقاء المذكور آنفا بحضور كل من ديفيد غرين، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، وكريم قسي لحلو، والي جهة مراكش – آسفي، وممثلي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمة «گیڤ دایركتلي» الدولية، المتخصصة في التحويلات النقدية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث كان هذا اللقاء مناسبة لاستعراض مختلف مكتسبات وأهداف البرنامج.
وفي هذا السياق قال ديفيد غرين إن حضور كل هذه الفعاليات يشكل مصدر أمل للعديد من التعاونيات، التي توجد في وضعية صعبة بسبب جائحة «كوفيد- 19»، موضحا أن «المشروع الممول بشكل مشترك بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و«گیڤ دایركتلي»، بمبلغ أولي قدره 3 ملايين دولار، يهدف إلى تقديم الدعم المالي لـ250 تعاونية صغيرة بجهة مراكش- آسفي، بغية الحد من تأثير الجائحة، بفضل دعم مالي يبلغ 90.000 درهم لكل تعاونية». مضيفا أن «تمويلا إضافيا قدره 1,25 مليون دولار منحته «گیڤ دایركتلي» من أجل مساعدة 100 تعاونية إضافية بالجهة، لينتقل بذلك عدد التعاونيات المستفيدة إلى 350 تعاونية».
واعتبر المسؤول الدبلوماسي ذاته أن البرنامج سيمكن من إعطاء دينامية للاقتصاد التضامني بالجهة، الشيء الذي سيعود بالنفع على الشباب، والنساء، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المستهدفين، مما سيساهم على الخصوص في خلق فرص الشغل، وتنويع الأنشطة التعاونية، وبالتالي دعم استدامة التعاونيات المستفيدة.
ومن جهته، قال أنور دبيرة التلمساني، رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية جهة مراكش – آسفي، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و«گیڤ دایركتلي» ارتكزتا على هيآت الحكامة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل إنجاح هذا البرنامج، سيما أقسام العمل الاجتماعي على صعيد كل إقليم، للاستفادة من الخبرة التي راكمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من سنة 2005 في مجال الحكامة، والدعوة إلى المشاريع، ومعايير الانتقاء والمواكبة.
وأوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي أنه «بفضل هذه الشراكة المثمرة، حققت التعاونيات نتائج جيدة، بعد ستة أشهر فقط من إطلاق هذا المشروع»، مضيفا أن هيآت الحكامة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ستستمر في تقديم الدعم اللازم للتعاونيات المستفيدة، من أجل تطوير أنشطتها.
ومن جانبها، قالت جميلة عباس، مديرة منظمة «گیڤ دایركتلي – المغرب»، إن هذا الدعم سيوجه لتمويل احتياجات صندوق رأس المال المتداول للتعاونيات الصغيرة، التي تعمل في القطاعات ذات الأولوية بالجهة، مثل الفلاحة، المنتوجات المجالية، السياحة المستدامة، الصناعة التقليدية والخدمات.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنه «سيكون بإمكان التعاونيات بفضل هذا الدعم المالي، التزود بالمواد الأولية، واقتناء تجهيزات وأدوات الإنتاج والتسويق، قصد إنعاش وتطوير أنشطتها»، مضيفة أنه تم إعطاء الأولوية للتعاونيات التي تمثل النساء فيها نسبة لا تقل عن 60 في المائة من العدد الإجمالي لأعضائها، إضافة إلى التعاونيات التي يمثل فيها الشباب نسبة 40 في المائة من العدد الإجمالي لأعضائها، وكذا التعاونيات التي تضم منخرطين ذوي احتياجات خاصة.
وتم انتقاء التعاونيات المستفيدة، حسب معايير تعزز مشاركة النساء، والشباب والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال طلب إبداء الاهتمام الذي تم إطلاقه في يوليوز 2021. ويتمثل الهدف في تمكين التعاونيات المذكورة من الاستفادة من الدعم المالي اللازم لتطوير أنشطتها، التي تقلصت أو توقفت جراء جائحة كورونا.
وتعتزم كل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و«گیڤ دایركتلي» من هذا المنطلق، توسيع نطاق هذا المشروع ليشمل جهات أخرى غير جهتي مراكش- آسفي، وبني ملال- خنيفرة، اللتين يجري فيهما حاليا تنفيذ المشروع، لترتفع بذلك الميزانية الإجمالية للمشروع إلى 14,2 مليون دولار، تشمل أكثر من 1000 تعاونية.