كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل الفيديو المُنتشر لطفلة تعرضت للتعذيب من طرف والدتها، وأوضحت مصادر «الأخبار» أن الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن سلا الجديدة فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة يوم الثلاثاء الماضي، وذلك لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى الأم البالغة من العمر 25 سنة، من ذوي السوابق القضائية العديدة، ويشتبه في تورطها في تعريض ابنتها القاصر للإيذاء العمدي والاحتجاز، موضحة أن مصالح الأمن الإقليمي بسلا كانت تفاعلت مع شريط فيديو تظهر فيه طفلة تبلغ من العمر حوالي ست سنوات وهي محتجزة وتحمل آثارا بارزة للعنف.
وأوضحت المصادر أنه تم القيام بمجموعة من الأبحاث الميدانية والتحريات التقنية التي مكنت من تحديد هوية الأم المتورطة في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وإيقافها، مبينة أن إجراءات البحث والتفتيش المنجزة بداخل منزل المشتبه فيها أسفرت عن العثور على ابنتها القاصر محتجزة داخل غرفة وهي تحمل آثارا بارزة للعنف، مشيرة إلى أنه تم حجز مجموعة من الأدوات التي يشتبه في استخدامها في تعريض الضحية للضرب والكي، وتم حجز 900 غرام من مخدر الكيف يشتبه في استعماله من طرف المشتبه بها في إعداد وترويج مخدر «المعجون».
من جانب آخر، أوضحت المصادر أنه تم تقديم الرعاية الطبية والنفسية للطفلة الضحية من طرف خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف، موضحة أن الطفلة ضحية العنف كشفت، خلال الاستماع لها من طرف مصالح الشرطة، أنها كانت تتعرض للكي في مناطق حساسة من الجسم، من طرف والدتها التي كانت أيضا تعمد إلى احتجازها في إحدى غرف البيت كما كانت تعنفها جلدا بحزام (سمطة)، وهو ما خلف رضوضا على مستوى مناطق عدة من جسهما، بالإضافة إلى إصابتها على مستوى العين اليسرى بعد تعرضها للضرب فيها، كما كانت الأم المعنفة، حسب الطفلة، تعمد إلى كتم أنفاسها باستعمال قدميها.
وأكدت المصادر أن الطفلة الضحية تتابع العلاج بمستشفى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، فيما ينتظر أن تدخل جمعيات حماية الطفولة في القضية لتنتصب طرفا مدنيا، مع ارتفاع المطالب بإنزال أشد العقوبات في حق المتهمة على اعتبار أنها من ذوي السوابق، والأفعال الإجرامية المنسوبة إليها «خطيرة»، توضح المصادر.