مواطنون بسيدي سليمان يشتكون من الروائح الكريهة لواد بهت
الأخبار
يشتكي عدد من المواطنين بمدينة سيدي قاسم من الأضرار البيئية الخطيرة، التي أضحى عليها واد اردم، الذي يخترق جماعات إقليم الشراردة، بسبب تصريف مجموعة من معاصر الزيتون لمخلفات عملية عصر الزيتون، المعروفة بمادة «المرجان»، حيث بات واضحا تغير لون مياه الوادي إلى اللون الأسود، الأمر الذي يؤكد حجم التلوث الذي لحقه، في غياب أي تدخل من طرف المصالح المعنية بعمالة سيدي قاسم، وتجاهل تام للموضوع من قبل المسؤولين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والمنتخبين بالمجالس الترابية، سيما أن مياه واد اردم يتم استغلالها من طرف بعض الفلاحين في عملية ري الحقول المحاذية لجنبات الواد، ناهيك عن المخاطر الحقيقية التي أضحت تهدد الفرشة المائية بالإقليم، وسط مطالب لعامل إقليم سيدي قاسم الحبيب ندير، بضرورة استنفار المصالح المعنية، من أجل التفاعل الإيجابي مع نداءات الفعاليات الجمعوية.
في السياق نفسه، يشتكي المواطنون بسيدي سليمان من الوضعية الكارثية التي أضحى عليها واد بهت، الذي يخترق وسط المدينة، على مستوى قنطرة الحسن الثاني، ويفصل الضفة الغربية لسيدي سليمان عن الضفة الشرقية، وسط انتشار للروائح الكريهة بمعظم الأحياء السكنية المحاذية لجنبات الوادي، الذي بات مرتعا لجميع أنواع الحشرات الضارة، في ظل اتهامات تطال أحد المصانع بالمدينة حول مسؤولية المصنع المذكور في رمي مخلفاته السامة بواد بهت، دون إخضاعها للمعالجة القبلية، والتي تنضاف إلى مياه الصرف الصحي الراكدة وسط الوادي.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تشير تقارير رسمية إلى كون البرنامج الوطني للتطهير السائل الذي أنجز بشراكة بين وزارة الداخلية وقطاع البيئة، يتضمن إنهاء اشغال إنجاز مشروع التطهير السائل لسيدي سليمان سنة 2019، والذي يضم شبكة التطهير السائل بالمدينة، ومحطة لمعالجة المياه العادمة، والمكونة من الأحواض الطبيعية والمعالجة الثنائية، بكلفة مالية بلغت 113.97 مليون درهم، ساهم فيها البرنامج الوطني للتطهير السائل بـ40.92 مليون درهم، في ظل الغموض الذي يلف مصير الأشغال المنجزة من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء، المتعلقة بإنجاز قناة ربط الشبكة بمحطة المعالجة، قيل إن الهدف من إنجازها القضاء على إشكالية المياه العادمة التي تصب في واد بهت، في حين، استفادت وحدة صناعية بالمدينة من دعم قطاع البيئة بمبلغ 4.5 ملايين درهم لإنجاز محطة لمعالجة المياه الصناعية، في إطار برنامج مكافحة التلوث الصناعي، ومعالجة المقذوفات السائلة (MVDIH).
وبخصوص ظاهرة تحول جنبات واد بهت إلى مطرح للنفايات، في مشهد ينضاف إلى كميات المياه العادمة الراكدة، فقد تساءل مصدر «الأخبار» عن مصير المبالغ المالية التي تم صرفها في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية والمماثلة لها، بعدما ساهمت في وقت سابق الوزارة الوصية عن قطاع البيئة بنحو 1.5 مليون درهم، في إنجاز المخطط المديري الإقليمي لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها لإقليم سيدي سليمان، مع مجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة، الذي يتحمل مسؤولية تدبيره خلوقي عبد الواحد، معاون البرلماني ياسين الراضي، ناهيك عن التساؤلات المطروحة بخصوص مصير الغلاف المالي المقدر بنحو 26.8 مليون درهم، في إطار اتفاقية وزارة البيئة مع مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة، لإنجاز أشغال التأهيل والتهيئة للمطرحين الموجودين بكل من سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان، في سياق صفقة دسمة فاقت قيمتها الإجمالية ثلاثة مليارات، في انتظار إخضاع فترة تدبير خلوقي للافتحاص الشامل والدقيق، من طرف هيئات الافتحاص المركزية (المفتشية العامة لوزارة الداخلية، المجلس الأعلى للحسابات، وزارة المالية)، علما أن المجلس أشر قبيل فترة الانتخابات على صفقة بقيمة 85 مليون سنتيم، لتزفيت مدخل مطرح النفايات، وتثبيت بضعة أعمدة كهربائية تشتغل بالطاقة الشمسية.