حسن الخضراوي:
على الرغم من برمجة المجلس الجماعي لتطوان، بدعم من مصالح وزارة الداخلية، لمشاريع تهم تجهيز البنيات التحتية بتراب الجماعة، إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن تراكم الشكايات الخاصة بمطالب سكان الأحياء العشوائية، يتطلب ضخ المزيد من الأموال لتشييد طرق وإصلاح أخرى، ومعالجة مشاكل البناء بمجاري المياه، مثل ما هو الشأن بالنسبة إلى حي سمسة، فضلا عن حي كرة السبع والمناطق المجاورة له.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن البناء العشوائي بتطوان يلتهم ميزانيات ضخمة من المال العام، لتجهيز البنيات التحتية التي تأتي بعد البناء وليس قبله، كما هو الشأن بالنسبة إلى التجزئات السكنية، وتواجهها إكراهات غياب الجودة في التنفيذ واستحالة هدم مساكن تقطنها عائلات، فضلا عن مشاكل شبكة التطهير السائل، وتصريف مياه الأمطار، وهو الشيء الذي يتسبب في ظهور نقاط سوداء تستنفر المصالح الجماعية والسلطات، عند نشرات الطقس الإنذارية.
وأضافت المصادر ذاتها أن جمود مشاريع الهيكلة خلال الولايات الانتخابية السابقة زاد الطين بلة، وسط مطالب للمجلس بمضاعفة جهود تحصيل المداخيل، التي يمكن من خلالها معالجة غياب ملاعب للقرب ومكتبات الأحياء والمرافق العمومية والحدائق بأحياء هامشية، وكذا المساهمة في توفير الوعاء العقاري لإحداث مدراس ومؤسسات عمومية، وتقريب الخدمات من المواطنين.
وذكر مصدر من داخل مجلس تطوان أن تراكم ملفات وشكايات غياب البنيات التحتية بالأحياء، هو واقع لا يمكن إنكاره، والأغلبية تسلمت أرشيفا من المطالب التي تلقتها المصالح المختصة بالجماعة الحضرية، حيث سبق وعبر العديد من المتضررين عن استيائهم وتذمرهم من غياب تعبيد الطرق، فضلا عن اختلالات خدمات الكهرباء العمومية، ومشاكل قنوات الصرف الصحي، إلى جانب العديد من المشاكل الأخرى التي تعاني منها أحياء هامشية وعشوائية.
وأضاف المصدر نفسه أن برنامج عمل الجماعة يتضمن تدخلات شاملة لهيكلة الأحياء وتقوية الإنارة العمومية، وتعبيد الطرق وإصلاح النقاط السوداء، بتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية، وفق معايير الأولويات التي تم تحديدها من خلال زيارات ميدانية والاطلاع على معاناة السكان.