
أكادير: محمد سليماني
قررت اللجنة الجهوية للماء بجهة سوس ماسة خلال اجتماعها المنعقد أول أمس الأربعاء اتخاذ قرار يتعلق بالسماح بسقي الضيعات الفلاحية بحوض الكردان بإقليم تارودانت بمياه سد أولوز، إلى غاية نهاية شهر يونيو المقبل.
واستنادا إلى المعطيات، فقد قررت اللجنة الجهوية للماء تخصيص 5 ملايين متر مكعب من حقينة سد أولوز للمناطق الفلاحية المتضررة بسبب الجفاف، سيما بحوض الكردان، الذي كان سابقا يستفيد من مياه هذا السد، قبل أن يتم توقيف تزويده، بسبب تراجع حقينة هذا السد إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد تم اتخاذ قرار استئناف تزويد الضيعات والمناطق الفلاحية المتضررة من الجفاف من مياه السد، بعدما انتعشت حقينته خلال التساقطات المطرية الأخيرة، حيث ارتفع مستوى إلى 32,44 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تجاوزت 36,4 في المائة، بعدما كانت حقينته قبل سنة لا تتجاوز 11,140 مليون متر مكعب بنسبة ملء لم تتجاوز 12,5 في المائة فقط.
وتأتي إضافة 5 ملايين متر مكعب من مياه السد للأغراض الفلاحية، بعدما سبق أن خصصت اللجنة الجهوية للماء في شهر أكتوبر الماضي 17 مليون متر مكعب من حقينة سد أولوز للمناطق الفلاحية المتضررة بسبب الجفاف، سيما بحوض الكردان الذي كان سابقا يستفيد من مياه هذا السد، قبل أن يتم توقيف تزويده، بسبب تراجع حقينة هذا السد إلى مستويات غير مسبوقة.
ونظرا لكون جهة سوس ماسة تعرف خصاصا كبيرا على مستوى مياه السقي للأغراض الفلاحية وكذلك بالنسبة لمياه الشرب، في ظل استمرار تراجع حقينات مختلف السدود الثمانية الأخرى الموجودة بالجهة، والتي لا تتجاوز نسبة ملئها جميعا 14,6 في المائة، فقد أطلقت المصالح المعنية دراسة تهم مشروع تحلية مياه البحر على ساحل الجهة سيصل إنتاجه إلى رقم قياسي على المستوى الوطني يصل إلى 350 مليون متر مكعب في السنة، مما سيمكن من سقي مجموعة من المناطق الفلاحية بعدة مناطق بالجهة، منها 10 آلاف هكتار على صعيد إقليم تزنيت، و40 ألف هكتار على مستوى إقليم تارودانت. كما سيتم إحداث المحطات الصغيرة لتحلية مياه البحر لتلبية الحاجيات المتزايدة من الماء الشروب ومواجهة التحديات المرتبطة بتأمين إمدادات المياه والتّصدِي للإجهاد المائي الذي تعاني منه جهة سوس ماسة على وجه الخصوص. وستكلف هذه المحطة الجديدة مبلغا ماليا يتجاوز 5 ملايير درهم.
واستنادا إلى المعطيات، فإن إنشاء محطة التحلية هاته قد وصل الآن مرحلة الدراسات القانونية، وذلك لتحديد مسارات قنوات الري، ومحطات الضخ والدفع، وذلك قبل مباشرة عمليات نزع الملكية للمصلحة العامة، والخاصة بالعقارات التي ستُوَطن عليها محطة التحلية أو ستمر منها قنوات المياه.
ويعول كثير من فلاحي منطقة تارودانت واشتوكة وتيزنيت، على هذه المحطة المائية الجديدة، لإنقاذ ضيعات فلاحية كثيرة من شبح الجفاف الذي انعكس سلبا على القطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة، وأدى إلى انقراض مساحات واسعة من الضيعات.