النعمان اليعلاوي
تعرضت أسوار المدينة العتيقة لسلا المرممة حديثا إلى تخريب متعمد من طرف منحرفين أقدموا على تلطيخها بالصباغة السوداء في منظر يستفز المارة والعابرين بجنباتها، بعد أزيد من عام على انتهاء عملية ترميم السور التاريخي لسلا، الذي يمتد على طول أزيد من عشرة كيلومترات ويحيط المباني الداخلية للمدينة العتيقة، وذلك في إطار عملية ترميم عدد كبير من الفنادق التاريخية والحمامات وتهيئة دور للضيافة بالمدينة. وأشارت مصادر مطلعة من مجلس مدينة سلا الذي يرأسه عمر السنتيسي، من حزب الاستقلال، إلى أنه أوفد لجنة للاطلاع على حجم التخريب الذي لحق السور، وسيتم توجيه شكاية إلى السلطات المحلية على اعتبار أن السور تراث وطني، توضح المصادر، مبينة أنه سيتم فتح تحقيق في الواقعة والاعتماد على كاميرات مراقبة عمومية لتحديد هوية الجناة، توضح المصادر.
ومن جانبها، شددت أمينة المغاري، الخبيرة في التراث المعماري، والأستاذة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، على أهمية الأسوار التاريخية، مبينة أنها «هي التي ترمز للمدينة الإسلامية وهي الحصن»، مضيفة، في حديث لـ«الأخبار»، أن «مدينة سلا سورت حسب ثلاث فترات» مضيفة أن «أسوار مدينة سلا تمت إعادة بنائها في عهد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، حيث تم بناء سور مدينة سلا على الجانب الشمالي والجنوبي الشرقي في عام 1196 لكن الواجهة المواجهة للبحر ظلت مكشوفة، مما أدى إلى حدوث أكبر كارثة في تاريخ المدينة، حين قام القشتاليون بالاستيلاء على سلا سنة 1260»، حسب أستاذة التراث المعماري، التي أوضحت أنه في عهد السلطان مولاي يوسف، صُنف هذا السور للمدينة العتيقة كنصب تاريخي بموجب ظهير 10 أكتوبر 1914.
وكانت أشغال ترميم وتأهيل الأسوار التاريخية لسلا انتهت قبل أشهر في إطار برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة 2019-2023، حيث شهدت أسوار وأبراج المدينة العتيقة عملية ترميم وتجديد، وشملت هذه العملية في شطرها الثالث ترميم السور الممتد من شارع 2 مارس إلى باب بوحاجة، وهو المشروع الذي تشرف عليه شركة التنمية المحلية الرباط الجهة للتهيئة، واستغرقت الأشغال فيه 15 شهرا بغلاف مالي يبلغ حوالي 10 ملايين درهم.