شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

تأخر ترميم «دار البحر- كاسمار» بطرفاية يهددها بالزوال

ظهور تصدعات وشقوق كثيرة في المعلمة التاريخية

طرفاية: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

 

أضحت المعلمة التاريخية «دار البحر»، المعروفة باسم «كاسمار»، والمشيدة على جزيرة صغيرة جدا قبالة شاطئ بمدينة طرفاية، مهددة بالزوال والاندثار في أي لحظة وحين، وذلك نتيجة تأخر عمليات ترميم هذه المعلمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع التواصل.

واستنادا إلى المعطيات، فإن «دار البحر» التي تعتبر معلمة تاريخية، أضحت مهددة بالاندثار والسقوط، وذلك بسبب العوامل الطبيعية، وخصوصا أمواج البحر ورطوبة المكان، ما لم تباشر الوزارة الوصية عمليات الترميم بشكل مستعجل، سيما وأن هذه المعلمة ظهرت بها تصدعات وشقوق وبدأت أساساتها تتآكل بفعل المياه والرطوبة.

وكان القطاع الوزاري الوصي، قد خصص منذ سنوات اعتمادا ماليا يصل إلى حوالي 10 ملايين درهم من أجل إنقاذ «دار البحر»، وهي الخطوة التي رحب بها الجميع بمدينة طرفاية، وجهة العيون الساقية الحمراء ككل، خصوصا وأنها تأتي بعد عقود طويلة من إهمال معلمة تاريخية تراثية، توجد وسط البحر، حيث أصبحت عرضة للانهيار في أي لحظة، وبالتالي اختفاء جزء من تاريخ المنطقة، سيما الذاكرة المرتبطة بالحقبة الكولونيالية.

وجاء الإعلان عن خطوة الترميم خلال لقاء لعامل الإقليم بأعضاء المجلس الإقليمي وعدد من الفاعلين سنة 2021، وهي الخطوة التي لطالما انتظرها سكان مدينة طرفاية ومختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين، لكنها تأخرت كثيرا جدا. ورغم تخصيص مبلغ 10 ملايين درهم لترميم هذه المعلمة، فإن الدراسات والتقديرات تشير إلى أن المبلغ الذي سيمكن من إعادة الحياة إلى «كاسمار» يصل إلى 50 مليون درهم، وهو الأمر الذي يفرض انخراط متدخلين آخرين، منهم مؤسسات منتخبة كجماعة طرفاية والمجلس الإقليمي ومجلس جهة العيون- الساقية الحمراء، ومؤسسات عمومية أخرى كعمالة طرفاية، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب.

وتضمر «دار البحر» أو «كاسمار» كما يحلو للسكان المحليين تسميتها تاريخا عريقا، حيث كانت محطة مينائية للتبادل التجاري بين جزر الكناري ومدينة طرفاية، إذ إن الغاية من بنائها آنذاك سنة 1882 على يد الرحالة والتاجر الإنجليزي «دونالد ماكينزي»، كانت هي استغلالها كمركز تجاري للتهرب الضريبي وعدم تأدية المكوس التي تفرضها سلطات ميناء الصويرة موكادور، لكنها أصبحت تحت السيطرة الإسبانية بعد ذلك.

وما زالت هذه المعلمة التاريخية والعمرانية صامدة في وجه عوادي الزمان، وظروف الطبيعة، وإهمال الإنسان، لمدة تزيد على 142 سنة، إلا أن أجزاء كثيرة منها تتساقط يوما بعد يوم، بفعل الرطوبة والأمواج التي تلاطم أركانها، مما يفرض تدخلا عاجلا لإنقاذها، واستغلالها في السياحة الثقافية، خصوصا في إقليم طرفاية الذي يحتضن معالم ثقافية وطبيعية غنية جدا. وفي سياق متصل، فقد تم خلال شهر يونيو الماضي تقييد الموقع التاريخي دار البحر «كاسمار» بإقليم بطرفاية في عداد الآثار الوطنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى