بنسليمان: مصطفى عفيف
لازال الرأي العام المحلي بإقليم بنسليمان يتساءل عن مصير مستقبل مشروع تصميم التهيئة الموحد للإقليم، والذي يبدو أنه لازال معلقا لحد الساعة بين ردهات وزارة الداخلية والسكنى والتعمير بسبب مجموعة من الإكراهات التي أصبحت تساهم في اختلالات تنزيل برنامج التنمية المجالية، الأمر الذي أدى إلى فراغ قانوني يؤثر سلباً على واقع التعمير بعدد من الجماعات المتواجدة بالمناطق الساحلية، بسبب التأخر الحاصل في الإفراج عن التصاميم الجهوية لإعداد التراب الذي لم يتم التأشير بعد على الصيغة النهائية باعتباره وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع تراب الجهة.
وساهم هذا التأخير في انتعاش فئة معينة استفادت من «ريع المعلومة»، حيث تمتلك معرفة مسبقة بالمستقبل العمراني للمراكز الحضرية، وبناءً على ذلك تقوم بالاستثمار في الأراضي المتاخمة للمناطق الحضرية المتوقع تضمينها ضمن تصميم التهيئة المستقبلية، وهو ما جعل المنطقة، وخاصة منها المتاخمة للمجال الحضري للمدن منها الساحلية، تسيل لعاب جهات نافذة في عالم المال والأعمال والسياسة الذين يستفيدون من هذه المعرفة المسبقة لتحقيق مكاسب شخصية من خلال شراء عقارات لتحضيرها مستقبلا.
بالمقابل لازالت فئة معينة من قاطني مدن بوزنيقة والشراط والمنصورية تعاني من تأخر تنفيذ هذا المشروع، حيث تنتظر الساكنة بشغف الوثيقة التعميرية التي قد تساهم في تجديد المشهد الحضري وتعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية، كما هو حال المجال الترابي لإقليم بنسليمان، الذي يتنظر هذه الوثيقة الأساسية في التوسعة العمرانية لمواكبة التحولات والتحضيرات المواكبة للمشاريع التي سيتم إنشاؤها ببنسليمان مثل بناء الملعب الكبير لاستضافة كأس العالم في 2030، فإن ضرورة تنفيذ مشروع التهيئة تصبح أكثر إلحاحا.
