تأخر افتتاح السوق الأسبوعي الجديد ببرشيد يزيد معاناة مرتادي سوق «الاثنين»
برشيد: مصطفى عفيف
بعد أزيد من سنتين على تغطية “الأخبار” بالصور للوضعية الكارثية التي يعرفها السوق الأسبوعي المعروف بـ(اثنين برشيد)، والذي يعتبر من أكبر الأسواق الأسبوعية على مستوى إقليمي برشيد وسطات، وأكثرها حركية ورواجا، ما زال السوق ذاته يتحول مع كل تساقطات مطرية إلى مستنقع مائي وأوحال تغرق زواره وتربك حركة التجار الذين يئسوا من هذه المعاناة التي لم تجد آذانا صاغية من طرف المجلس البلدي سواء السابق أو الحالي..
ويعيش المواطنون سواء منهم القادمون من البوادي أو من مدن أخرى، ناهيك عن سكان برشيد، الذين يقصدون السوق الأسبوعي، معاناة كبيرة جراء الحالة الكارثية التي يعرفها السوق كل فصل شتاء، والذي تتحول أرضيته إلى مستنقعات وبرك مائية، يصعب على المرء المرور من بعض الممرات بداخل السوق، حيث يضطر بعض الباعة إلى وضع سلعهم فوق البرك المائية، مستعملين الأحجار والألواح الخشبية. هذا في وقت يكتفي المجلس البلدي بالتحصيل الجبائي الذي جعل المكلفين بذلك يقومون يتحصيل مبالغ مالية من الباعة و«الفرّاشة» خارج السوق، مما يجعل العملية تشوبها عملية احتيال على القانون وخرق لدفتر التحملات.
كل هذه المشاكل تقع دون أي تدخل من الجهات المسؤولة لوضع حد للمعاناة التي يعيش على وقعها المواطنون والباعة، وهي وضعية تزداد سوءا بسبب غياب التجهيزات الضرورية بهذا المرفق الحيوي، الذي يعتبر ملتقى أسبوعيا ومناسبة لالتقاء سكان البوادي القريبة، بالإضافة إلى غياب النظافة من مرافق صحية،
فيما تعيش المجزرة البلدية بالسوق ذاته حالة يرثى لها جراء انتشار الكلاب الضالة وغياب النظافة، والأخطر من ذلك غياب طبيب بيطري يشرف على مراقبة الذبائح بالمجزرة.
هذه الوضعية التي يعرفها السوق الأسبوعي لم تتغير بعدما أخذ المجلس الحالي على عاتقته خلال الحملة الانتخابية الجماعية تسريع افتتاح مشروع السوق الأسبوعي الجديد الذي أنشئ على مساحة إجمالية تناهز11 هكتارا تقريبا، وهو المشروع الذي تطلب بناؤه 42 مليون درهم، بمواصفات عصرية وكان من المنتظر أن يفتتح سنة 2011، إلا أن هذا المشروع، ومع مرور أزيد من سنتين على انتخاب المجلس الجماعي الجديد أصبح اليوم عبارة عن أطلال تخفي أسرارا لا يعلمها إلا القائمون عن تدبير الشأن المحلي ببلدية برشيد، في وقت كانت «الأخبار» زارت هذا المرفق التجاري ووقفت ببعض مرافقه من قبيل المجزرة العصرية التي تتوفر على مواصفات ومعايير عالية الجودة، لكن تعثر افتتاح السوق والمجزرة جعل تجهيزاتهما تتعرض للإهمال، في وقت لم يأخذ المشرفون على المشروع بعين الاعتبار، خلال عملية البناء، بعض المعايير التي ساهمت في تعثر المشروع وعدم إخراجه لحيز الوجود.