محمد أبطاش
أوردت مصادر أن تأخرات يعرفها الملف المتعلق بإحداث مشروع سوسيو ثقافي وفني بالبناية السابقة لسوق الجملة للخضر والفواكه بطنجة، وهو ما دفع مصالح وزارة الداخلية إلى مراسلة جماعة طنجة، للعمل على إخراج المشروع إلى أرض الواقع، نظرا إلى مرور قرابة سنتين على إعلان المشروع، وسط مخاوف من وجود لوبيات عقارية تتربص بهذه المساحة المتعلقة بالسوق القديم للخضر والفواكه.
ووفقا للمصادر، فإن مراسلة الداخلية دفعت بمجلس جماعة طنجة إلى إدراج هذه النقطة ضمن الدورة الحالية لشهر أكتوبر، حيث ينتظر أن يتم مناقشتها مع جميع أعضاء المجلس، بغرض الخروج بالمصادقة على النقطة عبر تمويل جزء من المشروع، والبقية ستتكفل به المؤسسات الوصية محليا.
ويأتي هذا، بعد مفاوضات عسيرة أنهت بذلك مطامع لوبيات عقارية، كانت تتربص بهذه البناية والتي تضم هكتارات من الأراضي. وسادت تخوفات من بيع العقار في المزاد العلني، لتحويله إلى مشاريع عقارية مدرة للدخل لها، على غرار عدة عقارات تابعة للجماعة، سيما وأنها توجد بمنطقة توصف بالاستراتيجية قريبة من وسط المدينة.
وكان مخطط قبلي قد كشف عن كون مكان البناية السابقة سيخصص رسميا لهذا المشروع، حيث سيساهم في خلق فضاء سوسيو ثقافي آخر بطنجة، من أجل تحقيق التنمية الثقافية والفنية المنشودة، وخلق دينامية سوسيو اقتصادية، حيث سيمكن المدينة من الاستفادة من فضاءات للمعارض والفنون وسينما بالهواء الطلق وسيرك ومحلات للأكلات السريعة وقاعتين للمؤتمرات، وورشات فنية ومنتزه وفضاء للخدمات اللوجستيكية. وتصل الميزانية الإجمالية لهذا المشروع إلى نحو 60 مليون درهم، في حين أن هذا المشروع يندرج ضمن نهج دمقرطة الوصول العادل إلى الفن والثقافة لفائدة سكان طنجة، عبر إنشاء فضاءات للقرب مفتوحة وموزعة على مختلف أحياء المدينة.
وتأتي هذه الخطوة، بعدما قامت مصالح وزارة الداخلية بإلزام المجلس الجماعي لطنجة بالقيام بإعادة تأهيل بناية سوق الجملة للخضر والفواكه السابق والموجودة بمقاطعة بني مكادة، حيث إن تتبع وزارة الداخلية لهذا الملف، فوت الفرصة على اللوبيات العقارية التي كانت تتربص بهذه القطعة الأرضية.