يبحث النظام العسكري الجزائري عن أي مبرر وهمي، لكي يتم الإعلان عن حالة الطوارئ لتأجيل الانتخابات الرئاسية، ويضمن لتبون استمراره على رأس السلطة، دون شرعية انتخابية. ولا تجد الطغمة الحاكمة في قصر المرادية سوى التلويح بورقة الحرب، لتأجيل الانتخابات خلال السنة الجارية، في ظل غياب إنجازات حقيقية لتبون قابلة لتسويقها لدى المواطن الجزائري.
لذلك علينا أن ننتظر من النظام الجزائري المزيد من الحماقات، إذ سيبحث عن أساليب جديدة من التحرش غير مسبوقة، من أجل دفع المغرب إلى رد فعل. فالنظام الجزائري فقد الحد الأدنى من صوابه، ويتصرف ككيان أحمق لا يقدر تبعات تصرفاته واستفزازاته. إن حالة النظام الجزائري اليوم كمثل حالة شخص أحمق يحمل قنبلة شديدة الانفجار، ويمشي بها وسط جمع حاشد من الناس، ولا أحد يعلم ماذا سيفعل بها.
لذلك فكل التصرفات الاستفزازية التي يقوم بها حكام الجزائر، والتي كانت آخرها الموافقة على فتح تمثيلية وهمية لمنظمة وهمية تطالب بانفصال وهمي، وكذا استغلال المحتويات الرقمية القديمة المتعلقة بالريف وتسويقها على أنها محتويات جديدة وكل عمليات التجييش والتهييج والتأجيج ضد بلدنا، ما هي إلا مظهر من مظاهر ورطة سياسية داخلية للنظام العسكري.
وبدل أن يقدم الرئيس تبون ومن معه حصيلة حكمهم وإنجازاتهم والتزاماتهم، التي وعدوا بها الجزائريين قبل خمس سنوات، ها هم يختبئون وراء لعبة المؤامرة وسيمفونية تهديد الأمن القومي، والتلويح الإعلامي بالحرب للتغطية على فشلهم الذريع.
إن كل ما يروج في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي من محتويات الأخبار الكاذبة، والتي تشجع الانفصال وفيديوهات لمعارضة كارتونية لبعض الوجوه التي باعت ضميرها مقابل المال، ما هو إلا صناعة من آلة جزائرية لاستهداف سيادة المغرب ورموزه، لخلق جو التوتر وردة الفعل، وهو ما يتفاداه المغرب ليس جبنا، بل لكي لا يعطي لنظام غارق في الفشل حبل إنقاذ.