شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

بنت بلادي

 

مقالات ذات صلة

خرجت علينا الإعلامية المصرية هالة سرحان، مطلع هذا الأسبوع، بتصريحات مسيئة لسمعة المغربيات أثناء هجومها على الفنانة المغربية بسمة بوسيل.. هالة سرحان لازالت «تسرح» جمهورها ومتابعيها منذ أزيد من ثلاثين سنة، حيث دشنت هذه الصحفية المثيرة للجدل مشوارها المهني ببرنامج شهير، خلال تسعينيات القرن الماضي، اعتمدت فيه أسلوب المعاطية وإثارة النعرات الطائفية والعرقية.. من يعرف هالة سرحان يدرك تماما أنها لا تكتفي بإطلاق تصريحات نارية عشوائية، بل تصر على إتحاف جمهورها بتسريحات مريبة كانت تثير استغرابي كطفلة تتابع برنامجها الحواري البهلواني.. لطالما تساءلت كيف يمكن لبعض النساء أن يملكن شعرا ضخما لا يتناسب مع حجم وجوههن..

لم تكن ملكة «توك شوو» الوحيدة التي كشرت عن أنياب الحقد والغيرة والعنصرية المقيتة ضد بسمة بوسيل، بل انضمت إلى قطيع المسمومات، عشرات الإعلاميات والفنانات المصريات، ومئات الآلاف من المعلقين والمعلقات الذين اصطفوا في خندق الدفاع عن «الباد بوي» تامر حسني نجم الأغنية الشبابية المزغبة.. فلماذا تعرضت سيدة مطلقة اختارت أن تشارك العالم قصة زواجها والتحديات التي خاضتها مع زوج أقل ما يقال عنه إنه شخص ميزوجيني مغرور ومتسلط، إلى هذا الكم الهائل من الهجوم والقذف والسب؟

لا أخفيكم سرا أنني آخر شخص تلجؤون إليه في ما يتعلق بأخبار نجوم الشرق وتفاصيل حياتهم الشخصية، لكني أذكر بوضوح موقفا للثنائي بوسيل وحسني كنت قد شاهدته قبل سنوات، قام خلاله فنان الشعر الزائد بأمر زوجته أمام الجميع وبطريقة مهينة وحاطة من الكرامة الإنسانية بتعديل فستانها، حيث قامت بسمة بالامتثال مباشرة لأوامره وعلامات الخوف والتوتر والإذلال بادية على محياها.. استوقفني كثيرا هذا التصرف الغريب وتساءلت كيف تقبل بعض النساء بالتحقير والتعنيف النفسي سرا وعلانية.

تجدر الإشارة إلى أنه، وللأمانة المهنية والعلمية، يجب أن أوضح أن ما يسمى باضطراب الشخصية النرجسية هو اضطراب نفسي سلوكي يتم تشخيصه فقط من طرف الطبيب أو المعالج النفسي. لذا لا يمكننا  تصنيف تامر حسني أو غيره ضمن هذا النوع من الخلل السلوكي.. لكن لا بأس أن نشير كيف أن معاناة بسمة بوسيل، التي تحدثت عنها في لحظة بوح صادقة، تحمل من الإشارات والعلامات ما يكفي لجعلنا نتساءل عن العذاب النفسي والجسدي التي تعانيه النساء المتزوجات من أشخاص نرجسيين.

قد يكون للزواج من شخص نرجسي تأثير عميق وضار على الصحة العقلية للمرأة. غالبا ما يظهر الأزواج النرجسيون سلوكيات تلاعبية وسيطرة وأنانية تقوض شعور الزوجة بقيمتها وتقديرها لذاتها. يميل هؤلاء الأفراد إلى التركيز بشكل مفرط على احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، وغالبا ما يتجاهلون الاحتياجات العاطفية للآخر.

إحدى الطرق الرئيسية التي يؤثر بها الزوج النرجسي على التوازن النفسي للمرأة هي من خلال التلاعب العاطفي المستمر، الذي قد يؤدي إلى شعور المرأة بالارتباك والعزلة وعدم الثقة في نفسها. وقد تبدأ في الشك في قدرتها على اتخاذ القرارات وشعورها بالذنب والمسؤولية ازاء السلوكيات المسيئة لشريكها.

غالبا ما يكون لدى الشركاء النرجسيين شعور مبالغ فيه بالاستحقاق وقد يطالبون بالإعجاب المفرط، في حين يقدمون القليل من التعاطف أو لا يقدمونه في المقابل. قد تشعر النساء في هذه العلاقات بالإهمال العاطفي، حيث تأخذ احتياجات شريكهن الأولوية على احتياجاتهن. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي الإرهاق العاطفي الناتج عن محاولة تلبية معايير غير واقعية بشكل غير معقول إلى الإرهاق والقلق والتوتر المزمن. قد تعاني العديد من النساء في هذه الزيجات من حالة مزمنة من الخوف الشديد، مما يضعهن أمام اختيار الصبر والاستمرار في علاقة سامة، أو اختيار الرحيل ومواجهة هجوم المجتمع على قرار الطلاق.

إضافة إلى ذلك، غالبا ما ينخرط النرجسيون في سلوكيات السيطرة. قد يحاولون عزل الزوجة عن الأصدقاء والعائلة، مما يجعلهم يشعرون بالاعتماد والوحدة. وهو الأمر الذي صرحت به بسمة حين كشفت أن زوجها منعها لسنوات طويلة من زيارة أهلها في المغرب. إن هذا العزل يزيد من تفاقم الضغوط النفسية، حيث لا يتبقى للمرأة سوى أنظمة دعم قليلة خارج العلاقة السامة. وقد تكافح النساء أيضا مشاعر الذنب لرغبتهن في الانفصال، حيث يستخدم النرجسيون في كثير من الأحيان تكتيكات مثل الشعور بالذنب والابتزاز العاطفي لضمان السيطرة التامة على الزوجة.

في بعض الحالات، يصبح شعور المرأة بالهوية متشابكا للغاية مع احتياجات ورغبات زوجها النرجسي لدرجة أنها تفقد الاتصال بمصالحها وأهدافها الخاصة. يمكن أن يؤدي هذا إلى الشعور بعدم الكفاءة وانخفاض احترام الذات. لقد أشارت بسمة، في معرض حديثها عن معاناتها مع زوج متسلط، إلى تخليها عن حلم النجومية وتحقيق رغبتها في امتهان الغناء والتمثيل إرضاء وامتثالا لأوامر الزوج.. من المؤسف كيف تعرضت بسمة لهجوم نسائي بشع في زمن نحاول فيه جاهدات أن نرفع شعار النساء يدعمن النساء. عموما أنا أدعم بنت بلادي ظالمة أو مظلومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى