أقل من 20 دقيقة من الأمطار القوية، التي تهاطلت مساء السبت الماضي ومساء أول أمس الاثنين على مدينة برشيد، كانت كافية للكشف عن ضعف تحمل البالوعات المرتبطة بقنوات الصرف الصحي وقنوات تصريف مياه الأمطار. ووضعت اختلالات البالوعات الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء- سطات، SRM، أمام أول امتحان لها بصفتها الشركة الجديدة لتدبير قطاع التطهير.
وكذبت الأمطار الخرجة الإعلامية غير المحسوبة للشركة الجديدة، نهاية الأسبوع الماضي، بعدد من مدن الجهة، حيث كانت معززة بعدد من شاحنات التطهير لأخذ صور وفيديوهات إشهارية، وهي الخرجة التي استعرض خلالها مسؤولو الشركة أمام عدسات المصورين ما أطلق عليها حملة استباقية من أجل تنظيف البالوعات ومجاري الصرف الصحي وصيانتها، وهي العملية التي اقتصر فيها مسؤولو الشركة الجهوية (SRM) على نقطة معينة ببرشيد وبالضبط أمام مقر المحكمة الابتدائية، في وقت نسي مسؤولو الشركة أكبر شوارع المدينة التي تحولت مع هطول أمطار الخير إلى برك مائية بسبب عدم كنس البالوعات المتواجدة بأكبر الشوارع، ما أدى إلى عرقلة حركة السير لبعض الوقت.
وفضحت الأمطار تهاون الشركة الجهوية للتوزيع SRM ببرشيد، التي لم تعر أي اهتمام للنشرات الإنذارية والتدخل الاستباقي بعدما فضل مسؤولوها التظاهر بأخذ صور وخلق هالة إعلامية كونها قامت بحملة أسمتها استباقية لم تدم أقل من ساعتين.
هذا وتسببت الزخات المطرية الأخيرة في تعرية البنية التحتية الضعيفة ببرشيد، حيث تحولت عدد من شوارع وأزقة المدينة إلى مسابح وبرك في ظل انحباس المياه وتوقف وبطء تصريفها بسبب المجاري والقنوات الضيقة المخنوقة نتيجة ضعف الصيانة والعناية المكثفة. وتسبب تراكم المياه في جنبات الطرقات نسبيا في ارتباك لحركة السير، وزادت حدة الأمطار في ظهور عدد من الحفر في شوارع كبرى، على غرار الحسن الثاني وإبراهيم الروداني، وزنقة المسفلة بحي البيضي.
وفي هذا الصدد، تعرف عدد من الأحياء وسط برشيد مشاكل جمة، تزامنا مع زخات المطر التي تهاطلت على المدينة. وطالبت فعاليات محلية بتدخل الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء- سطات بصفتها المكلفة بتدبير مرفق الماء والكهرباء والتطهير السائل، من أجل التعجيل بتنقية المجاري المائية العمومية مع دخول موسم الأمطار.