شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

برشا قلق

 

 

حسن البصري

أمام عيون السلطات الأمنية التونسية يتعرض جمهور الوداد لغارات من طرف المتطرفين من جمهور الترجي التونسي.

أمام عيون أمن العاصمة التونسية رفعت لافتات في وسط المدينة تدعو للعنف ضد الجمهور المغربي، في الشارع العام عشرات «الميساجات» المهيجة.

«الدم لا يمسحه إلا الدم»، «رادس قبل غزة»، «يوم الثأر قريب»، وقس على ذلك من العبارات التي قد تحول مشجعا تونسيا إلى شخص ناسف.

أما صفحات «الألتراس» المساندة للترجي، فنددت بالسلم والسلام وقالت إنه زائف، رافعة شعار: «العقرب لا ينفعها غير ضرب النعال» و«طريق القوة هو الخيار».

لم تتدخل السلطات الأمنية لردع المهيجين الذين وضعوا هموم غزة جانبا، وظنوا أن عدوهم قادم من المغرب. لذا كان من الطبيعي أن تتعرض جماهير الوداد للاعتداء الجسدي من طرف أنصار الترجي التونسي منذ يوم أول أمس الثلاثاء.

للأمانة فقد تعرض بعض مناصري الترجي لغارة بالحجارة وهم في طريقهم إلى الدار البيضاء دقائق بعد وصولهم لمطار محمد الخامس، يوم الأحد الماضي، لذا يبدو أن شعار السن بالسن لازال ساري المفعول في ملاعب داخلها مفقود وخارجها مولود.

بعد هذه الواقعة حذرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من الانفلات وطالبت الوداد بتوفير الأمن لجمهور الترجي. وفي تونس كتبت «الكاف» نفس التحذير فقط استبدلت الوداد بالترجي.

الإعلام التونسي والمغربي يساهمان في هذا الاحتقان بكمية من حطب التدفئة.. لو شاهدتم مداخلة المحلل الرياضي التونسي العربي سناقرية وهو ينشر دعوة العنف عبر إذاعة «إي إف إم» لاعتقدتم أن الرجل مهيج جيوش، قال بالحرف: «أؤكد أن ملعب رادس سيكون جهنم ويوم المباراة سنفوز بالكرة والحجر».

يبدو أن الرقابة على الإعلام التونسي معطلة لأن نظام السعيد له اهتمامات أخرى، واستجداء المساعدات أهم من استجداء الانتصارات في ملاعب الكرة.

لا يوجد سفير للمملكة في تونس، بسبب الأزمة السياسية بين البلدين، لذا لن تستدعيه الحكومة للتشاور، ولن يراسل وزير داخلية تونس في شأن الغارات الإعلامية والميدانية.

في نونبر 2011، رافقت الوداد في رحلة إلى تونس لمواجهة الترجي، برسم إياب نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، ما أن نزلت الطائرة في مطار قرطاج حتى تقدم نحونا مجموعة من مسيري الترجي محملين بباقات الورود.

وفي غرفة الضيافة ردد موفدو الترجي أجمل ما في قاموس العروبة من كلمات، ولأن مدرب الوداد حينها، دوكاستيل، قد سبق له أن درب الترجي، فقد حظي بتكريم خاص، طوقوا عنقه بالزهور، وسلموه هاتفا ذكيا هدية من المستشهر، وفي جوفه بطاقة معبأة.

على امتداد الطريق الرابط بين مطار قرطاج وسيدي بوسعيد، ظل المدرب دوكاستيل يتفحص الهاتف/الهدية، لكنه لم يكن يعلم أن مكالماته وضعت تحت التنصت، وأن ما يدور بينه وبين المسرين وبعض اللاعبين أصبح مشاعا عند فريق كان دوما فريق الدولة.

عرفت المباراة اصطدامات بين جماهير الوداد والترجي، وحين عاد الوداد إلى الدار البيضاء، ترك وراءه عشرات المعتقلين الوداديين في سجن العاصمة، قبل أن يفرج عنهم بكفارة.

في منتصف شهر شتنبر الماضي، مباشرة بعد مباراة جمعت نجم الساحل التونسي والجيش الملكي، تعرض مشجع عسكري لهجوم في مدينة سوسة من طرف فرقة أمنية تونسية بزي مدني، كان عائدا للفندق بعد أن اقتنى بعض الحاجيات، فوجد نفسه محاصرا بأشخاص نكلوا به وفروا في اتجاه مجهول.

في اليوم الموالي عاد المشجع عماد إلى المغرب وهو يدفن رأسه بين يديه، يفقد الوعي تارة ويستعيده تارة أخرى، وبعد أيام تبين أن الضربات موجعة فمات من شدة الألم.

رحم الله الفقيد ورحم الله العروبة وألهم الشعوب الصبر و«العدوان».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى