شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

«بالون دور»

حسن البصري:

مقالات ذات صلة

توج النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة القدم لعام 2021، المنظمة من طرف مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية. كانت النتيجة متوقعة بالنظر إلى التسريبات التي سبقت حفل التتويج، وتبين أن بين الفتى الأرجنتيني والكرة الذهبية علاقة عشق طويلة، وأن للفتى جاذبية نحو الذهب الذي يعتبر «معدن السماء».

إذا كنت تعتقد أن ميسي لا يستحق الظفر بالكرة الذهبية، فقد سبقك إلى ذلك ميسي نفسه، حين قال قبل التتويج: «أنا لا أستحق «البالون دي أورو»»، لكن لو لم يحصل عليها سيقول المحللون: «إن الكرة الذهبية هي التي خسرتك يا ميسي، وهي التي لم تحظ بك».

في مسرح فرانسوا جان دو شاتلي بوسط العاصمة الفرنسية باريس، وفي ليلة باردة، حسم الأمر وحصّل ليونيل كرته السابعة، مع مجانية الشحن، لأن في أحشائها خمسة كيلوغرامات من الذهب عيار ثمانية عشر. انفض الجمع وعاد الراسبون في امتحان النجومية إلى بيوتهم، كل يفرك يديه لعل دفئا يتسرب إلى الأطراف.

تبين أن فوز ميسي بالكرة الذهبية أشبه بفيلم يعاد بثه سنويا، التقديم نفسه الديكور ذاته الحضور نفسه، مع تغيير في الحسناوات وفي تركيبة المرشحين وأرانب السباق، لذا كان سيرجيو راموس، نجم المنتخب الإسباني، محقا حين قال إن الكرة الذهبية خلقت ليتنافس عليها لاعبان والباقي كومبارس، قبل أن يتراجع عن رأيه، حين وجد نفسه في باريس سان جيرمان جنبا إلى جنب مع ميسي.

لكن لماذا يغيب العرب عن هذه المسابقة العالمية؟ لماذا تدير الكرة الذهبية ظهرها لنا؟

من المفارقات الغريبة أن يفوز العرب بجوائز نوبل، ولا يحظون بشرف التنافس على لقب الكرة الذهبية، لكن أغلب الجوائز كانت في تخصص السلام، ألسنا شعبا نسعى إلى الخروج سالمين غانمين من كل المنافسات، لذا لم يحصل أي عربي على جائزة نوبل في الاقتصاد أو الطب أو الفيزياء.

يا رباه، لماذا يتربص بنا نحن معشر العرب هذا الحظ العاثر، فيحرمنا من حيازة الجوائز الكونية؟

لم يحصل أي لاعب عربي على هذه الكرة، أو يكون اسمه من ضمن الثلاثة الأوائل فيها، رغم تألق بعض النجوم العرب في الملاعب الأوروبية، خلال السنوات الأخيرة.

حتى في مسابقة ملكة الجمال لم تنعم فتاة عربية باللقب، بالرغم من الديباج والحلي والحلل، وعشنا نطارد أمل الظفر بلقب ملكة جمال الكون منذ بداية السبعينات، حين فازت اللبنانية جورجينا رزق باللقب، وتزوجت المطرب وليد توفيق، ثم أقامت مباراة اعتزال.

لا توجد معايير معقدة للظفر بالكرة الذهبية، يكفي الحصول على لقب عالمي يرفع رصيدك، بينما معايير الظفر بتاج ملكة جمال الكون أكثر تعقيدا، فهي غير الجمال الظاهري، تبدأ بقياس القوام الطبيعي وتمتد إلى سجل الأعمال الخيرية واختبار في الثقافة العامة، لأنه لا جدوى من امرأة جميلة بدماغ «نخب هواء»، وطبعا أن تكون أنثى.

في جوائز كرة القدم يكفي أن تكون نجما وكفى، لا يهم مستواك المعرفي وحسك الإنساني، فحاسة التهديف تعفيك من كل المعايير، لذا بات من السهل على اللاعب الفوز بكرة ذهبية، ومن الصعب الظفر بقلب امرأة والحفاظ عليه مدى العمر.

سيأتي يوم يفوز فيه عربي بالحذاء الذهبي، حين يضرب بنعاله مسؤولا تنبعث منه غازات الفساد، وسيظفر حكم بصفارة ذهبية، حين يدخل قانون «من رأى منكم منكرا فليغيره» حيز التطبيق.

لكن لابن سيرين رأي آخر في كتابه «تفسير الأحلام الكبير»، فرؤية الكرة في المنام دلالة على النزاع والخصومة، «وذلك لأن طريقة اللعب بالكرة تتم بضربها بالقوة على الأرض، والله أعلم».

أن تحلم بالظفر بالكرة الذهبية وتفوز على ميسي ورونالدو ومحمد صلاح وليفاندوفسكي، فاحرص على أن تحتفظ بسر الحلم، حتى لا يتهمك رفاقك بدخول مربع عمليات الجنون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى