تاونات: محمد الزوهري
تمكنت فيدرالية أحزاب اليسار الديمقراطي من خلق مفاجأة غير متوقعة بجماعة بني وليد بإقليم تاونات التي يبسط التجمع الوطني للأحرار هيمنته المطلقة عليها منذ حوالي أربعين سنة، بقيادة الوزير المنتدب في التجارة الخارجية محمد عبو، ووالده الحاج عبو الذي فاز أخيرا برئاسة غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس.
ورغم أن فيدرالية اليسار حصدت 4 مقاعد فقط من أصل 17 مقعدا تُكوّن المجلس القروي المحلي، إلا أن رمزية هذا الفوز تحمل دلالات سياسية كثيرة، إذ لأول مرة في تاريخ هذه الجماعة التي تديرها عائلة عبو منذ سبعينيات القرن الماضي، يتمكن حزب سياسي خارج التجمع الوطني للأحرار، من الظفر بأربعة مقاعد بالمجلس المحلي، وهو ما اعتبره متتبعون للشأن المحلي “نصرا كبيرا وغير مسبوق”، إذ يتوقع أن تكون المعارضة بالمجلس القادم “ندا قويا” للأغلبية المطلقة التي يمثلها التجمع الوطني للأحرار الذي فاز بـ 13 مقعدا.
وتقدم تحالف اليسار بخمسة مرشحين فقط بهذه الجماعة، أربعة منهم استطاعوا الفوز، وهم محمد الهامشي، وزهور الغازي عن اللائحة النسائية اللذين تمكنا من الفوز بمقعدين في دائرة أولاد غزال، وأطاحا بالتالي بعلي البوخياري، المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بتاونات، وحصل عبد العالي الجعدوني بمقعد عن دائرة عين عبدون، بينما تمكن عبد الواحد العمالي من الظفر بمقعد عن دائرة حجر قلال، بينما لم يحالف الحظ سعيد بوزيان عن دائرة المركز.
وكان لافتا بعد الإعلان عن فوزهم، أنْ نظم العشرات من سكان المنطقة حفلا جماهيريا كبيرا بمركز الجماعة احتفاءً بالأعضاء الفائزين ليلة الإعلان عن النتائج، مؤكدين أن فوز مرشحي تحالف اليسار “يشكل منعطفا جديدا في تدبير الشأن العام المحلي”، كما تأسفوا لعدم ترشيح أشخاص آخرين من التحالف ذاته بدوائر انتخابية أخرى، آملين في أن يشكل هؤلاء “معارضة حازمة وجادة” بالجماعة التي تقرر أن يعود الوزير عبو لترؤسها من جديد في ولاية رابعة على التوالي.