
طنجة: محمد أبطاش
شهد الشارع الرئيسي بحي فال فلوري بطنجة، أول أمس الأحد، حالة استنفار قصوى، بعدما اندلعت النيران بشكل مفاجئ في سيارة إسعاف تابعة لجماعة الساحل الشمالي، حين كانت في طريقها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، وعلى متنها سيدة حامل. واشتعلت النار فجأة في سيارة الإسعاف لحظة توقفها عند إشارة المرور، ما أثار حالة من الذعر.
وحسب بعض المصادر، فقد تم إنقاذ السيدة في ظروف وُصفت بالعجيبة، إذ تزامن الحادث مع وجود وحدة للوقاية المدنية في الشارع المقابل، ما مكّن عناصرها من التدخل الفوري وإخراج السيدة بسرعة من السيارة المشتعلة، قبل نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي، حيث باغتها المخاض، ليتم إنقاذها وإنقاذ جنينها.
وأثارت الواقعة استنفارًا كبيرًا، حيث انتقلت مختلف المصالح المختصة إلى عين المكان، وتم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات الحادث.
ووفقًا لبعض المصادر، يُرجَّح أن يكون الحادث ناتجًا عن تماس كهربائي، على غرار العشرات من حوادث احتراق السيارات التي تُسجل سنويًا في شوارع طنجة. كما تبين أن انتشار الورشات الميكانيكية العشوائية بالمدينة قد يكون أحد الأسباب وراء هذه الحوادث، إذ أن الجماعة، بحكم ميزانيتها المحدودة، تلجأ إلى هذه الورشات العشوائية بدلاً من التعاقد مع ميكانيكيين محترفين. وتشير التحقيقات الأمنية، التي جرت تحت إشراف النيابة العامة المختصة، إلى أن العديد من حالات احتراق السيارات في شوارع طنجة تعود إلى الأعطاب الميكانيكية الناجمة عن غياب الخبرة والاحترافية لدى بعض الورشات العشوائية.
وبناءً على هذه التحقيقات، أعدت المصالح المركزية لوزارة الداخلية تقارير كشفت أن تكرار هذه الحوادث، التي تبدو أشبه بمشاهد “هوليوودية”، ناتجة عن سوء الصيانة وضعف الكفاءة لدى بعض الورشات الميكانيكية المنتشرة في المدينة، في ظل غياب رقابة صارمة من الجهات المختصة.
وأكدت بعض المصادر أنه أصبح من الضروري على الجهات المعنية القيام بجولات تفتيشية دورية داخل الورشات الميكانيكية، لا سيما المتخصصة في كهرباء السيارات، للوقوف على مدى احترامها لمعايير السلامة، إذ قد يؤدي خطأ بسيط، مثل عدم ربط سلك كهربائي بشكل صحيح، إلى تماس كهربائي يتسبب في كوارث خطيرة.