النعمان اليعلاوي
تلوح بوادر احتقان جديد في صفوف كليات الطب والصيدلة، وسط تزايد الشكاوى من التأخر غير المبرر في صرف المنح الجامعية والتعويضات عن المهام، بالإضافة إلى غياب رؤية واضحة لتسيير الزمن البيداغوجي. وقد دفع هذا الوضع اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب إلى إصدار بيان، يوم الاثنين 3 فبراير الجاري، أكدت فيه عزمها على تعزيز مسار النضال والدفع نحو تحسين العرض الصحي الوطني، بعد مضي شهرين فقط على نهاية إضرابهم الذي دام قرابة 11 شهرا.
وأكدت اللجنة أيضا أن النضال الطلابي لا يقتصر على الإضرابات المفتوحة، بل يتخذ أشكالا متعددة تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن، مشددة على أن توقيع الاتفاقيات لا يعني نهاية المعركة، بل يستدعي استمرار المراقبة، لضمان تنفيذ جميع الوعود المتفق عليها. وحذرت اللجنة من تفاقم بعض الإشكالات العالقة رغم توقيع الاتفاق، سيما في ما يتعلق بوضعية دفعة 2023 التي تعاني ارتباكا غير مسبوق، بسبب غياب تصور واضح لمسارها التكويني.
وأكدت مصادر من اللجنة أنه تم الوقوف على «اختلالات جسيمة» في شعبة الصيدلة، حيث تعاني بعض الكليات من ضبابية بيداغوجية وتأخر في إصدار النسخة المحدثة من دفتر الضوابط البيداغوجية، مما أدى إلى حرمان طلبة الدفعة الخامسة بكلية الطب والصيدلة بفاس من التداريب الإكلينيكية المقررة، دون تقديم أي توضيح رسمي من الجهات المعنية، كما امتدت هذه الاختلالات إلى كليات طب الأسنان، حيث أشار البيان إلى أن الطلبة يعانون من ظروف تكوين «مزرية»، تهدد جودة تعليمهم ومستقبلهم المهني. وفي هذا السياق، أعلنت اللجنة عن تنظيم وقفة احتجاجية، يوم الخميس 6 فبراير الجاري، للتعبير عن رفض الطلبة لهذه الأوضاع.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى التحديات التي تواجه طلبة المركز الجامعي لطب الأسنان ابن رشد بالدار البيضاء، حيث يعانون من ظروف تكوين صعبة واستشفاء غير لائق، وسط سياسة مماطلة من إدارة المركز، ما يزيد من تعقيد الوضع.
وأكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب التزامها بمواصلة متابعة تنزيل مختلف نقاط الاتفاق وضمان احترام الآجال المحددة، داعية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى التدخل العاجل لحل أزمة دفعة 2023، وتسريع العمل على تحديث دفتر الضوابط البيداغوجية لشعبة الصيدلة. كما شددت اللجنة على ضرورة إعادة هيكلة جدول الامتحانات، لضمان ظروف عادلة للطلبة، محذرة من تفاقم موجة الاحتقان، بسبب التأخر في صرف المنح والتعويضات، ومؤكدة أن أي تأخير إضافي في حل هذه المشاكل قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في صفوف الطلبة.
