المغربية زينب سوما.. زوجة الرئيس الغامبي التي رفضت أن تكون لها «ضرة»
فاجأت المغربية زينب سوما زوجها، الرئيس الغامبي يحيى جامع، بطلب الطلاق ورفض الاستمرار في القصر الرئاسي في وجود «ضرة»، بعد أن اختار الارتباط بشابة في العشرينات من العمر ومنحها مهرا كبيرا.
كما لم تتردد، بمجرد وصولها إلى نيويورك، في طلب «النفقة» على السنوات التي قضتها في كنف الرئيس، وذلك في سابقة من نوعها في البلاط الرئاسي.
في أول رد له على الشكوى التي استثمرتها المعارضة سياسيا، أكد بلاغ للرئاسة أن المغربية زينب ستظل محتفظة بلقبها الفخري كـ«سيدة أولى لغامبيا»، لأنه منصب غير قابل للتفويت حسب الدستور المعمول به في هذا البلد الذي اختار نظامه أخيرا أن يعلن نفسه دولة إسلامية.
تعرفت زينب على يحيى خارج غامبيا سنة 1998، بعد أربع سنوات من جلوس جامع على كرسي الرئاسة، وجمع صلاحيات حكم البلاد في قبضة من حديد منذ استيلائه على السلطة في انقلاب قاده صيف 1994، وهو حينها ضابط عسكري دخل العسكر كطبيب يتأبط شهادة دكتوراه حصل عليها من كندا في تخصص التداوي بالأعشاب.
ارتبطت زينب بجامع بعد أن طلق زوجته الأولى التي تزوجها وهو لازال طالبا وتدعى توتي فال، وفي ظرف وجيز أصبحت المغربية تلازمه في جميع رحلاته الخارجية وفي أنشطته الرئاسية، وشجعته على الاستثمار في مشاريع بالمغرب. ولأنها نالت لقب «السيدة الأولى»، فإن زينب انخرطت، على غرار زوجات الزعماء، في الأعمال الخيرية في دولة كانت مستعمرة بريطانية سابقة فقيرة تقع على ساحل غرب إفريقيا، يبلغ عدد سكانها مليونا و96 ألف نسمة يدين 90 في المائة منهم بالإسلام، ولازالت إلى اليوم تعاني من الهشاشة.
تكلفت زينب بدعم الجمعيات الخيرية وجلب المنظمات الخيرية لهذا البلد، تاركة لزوجها عصاه التي ترمز إلى القوة والبأس والسلطة، وهي العصا التي لا تفارقه هي وسبحته، ولم يقبل التخلص منها إلا حين اعتمر في الديار المقدسة ومنع من إدخال عصاه إلى الحرم الشريف.
أثناء آخر زيارة للرئيس يحيى للمملكة العربية السعودية، من أجل القيام بعمرة والبحث عن شركاء سعوديين لإنقاذ اقتصاد البلاد المهدد بالسكتة القلبية، رافق عمر جبريل صلاح، سفير غامبيا الرئيس في لقاءاته مع كل من الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، كما التقى قطاع الأعمال عبر زيارة للغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وقبل أن يودعه وقعت عينا الرئيس، وهو يزور بيت السفير على ابنته، وقرر الزواج منها على سنة الله ورسوله، بمجرد انتهاء مناسك العمرة. وقال ديوان الرئيس الغامبي في بيان إن زوجته الثانية تدعى حليمة صلاح، ابنة السفير الغامبي في المملكة العربية السعودية، لكن المقربين من الرئيس كشفوا عن وجود مؤشرات علاقة سابقة بين جامع وحليمة.
وبمجرد صدور البيان، انتابت نوبة غضب المغربية زينب يحيى جامع، زوجة الرئيس الغامبي، فطالبته بتطليقها، بل هددت بـ«مصادرة ممتلكاته في المغرب وحرمانه من حضانة طفليه». بعد أن تركت «السيدة الأولى» لغامبيا القصر الرئاسي وتوجهت إلى نيويورك في انتظار حصولها على مطالبها، في ما يشبه اللجوء السياسي.
وقالت زينب لوسائل الإعلام إنها لا تقبل أن يتخذ زوجها الرئيس زوجة ثانية، بل أكثر من هذا أن يعطي للفتاة العشرينية مهرا كبيرا قدر بـ 125 ألف دولار، لكنها نسيت أنها تزوجت يحيى وعلى ذمته زوجة. إلا أن زينب سرعان ما كفت عن تهديداتها حين علمت بطلاق يحيى من نجلة الدبلوماسي، بعد زواج استمر لأقل من سنة واحدة، وطردها من منزلها الواقع في مدينة كوتو، بل وأمر بسحب سياراتها الفخمة وطاقم الحراسة.
وكثرت التكهنات حول أسباب الطلاق، غير أن تقارير المعارضة أرجعتها إلى «مشاكل مادية يعاني منها الرئيس الغامبي»، بينما قالت مصادر أخرى إن المغربية ضغطت بقوة فقرر استرجاعها بعد أن اشترطت تطليق ابنة سفير غامبيا في السعودية.
هذا ويمثل الرئيس الغامبي ثاني رؤساء غامبيا في العصر الحديث، إذ أعقب الرئيس السابق الذي حكم لما يفوق ثلاثة عقود، ليأتي هو برؤية جديدة تعتمد على الانفتاح على العالم وربط بلاده علاقات مشتركة مع الجميع، بعد أن شهدت البلاد تطورات على صعيد التشريعات السياسية لديها باعتمادها على نظام الحكم الديمقراطي، لكن الرجل، الذي حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة «سانت ميريز» في هاليفاكس بكندا، تحول في ظرف وجيز إلى رئيس دولة بعد تمرد لا يختلف عن التمردات الإفريقية، مباشرة بعد تعيينه قائدا أعلى للقوات المسلحة، إذ سارع بتشكيل حزب خاص تحت اسم «التحالف الوطني لإعادة التوجيه والبناء»، ونجح في إحراز الأغلبية ليعاد انتخابه في ثلاث ولايات.
ولأن زوجها جامع كان يملك مهارات ومعرفة واسعة بالتداوي بالأعشاب، خاصة ما يخص معالجة الربو والصرع، فإن زينب كانت تنظم مواعده وترتب برنامج هواياته، حيث كان لاعبا لكرة القدم والتنس وهاويا للصيد في الغابات.
تعتبر زينب من بين زوجات رؤساء القارة السمراء الفاتنات، حيث احتلت الرتبة السابعة في الترتيب الذي تصدرته الأميرة للا سلمى، زوجة الملك محمد السادس، لكنها تعد عاشقة للكرة، إذ دأبت على حضور مباريات الفرق المغربية التي تحضر إلى غامبيا، بل ترأست مباراة بين المنتخبين الغامبي والمغربي يوم 2 يونيو 2012 بملعب «الاستقلال» بالعاصمة بانجول. وسبق لها أن حضرت لمتابعة إحدى مباريات نادي الرجاء البيضاوي هناك في إطار تصفيات الدور التمهدي لعصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم.