شوف تشوف

الرئيسيةخاص

اللحظات الأخيرة من حياة شخصيات غادرت الدنيا في سنة 2015

قبل أن ترحل سنة 2015، أصرت على حرماننا من وجوه لطالما أطلت علينا من نافذة السياسة أو الرياضة أو الفن أو المجتمع، ومن كل الشرفات المطلة على الحياة اليومية. غادرتنا أسماء صنعت جزءا من ماضي وحاضر هذا الوطن، بكيناها بحرقة وتذكرنا سلطة الموت علينا، وأعلنا الوفاء للمرحومين. لكن اللحظات الأخيرة من حياة الراحلين إلى دار البقاء، تستحق الوقوف عندها لنقرأ آخر الوصايا، قبل أن تتعطل لغة الكلام، وتصبح الشهادتان حدا فاصلا بين مرحلتين.
حين نسترجع شريط آخر النبضات، نكتشف مواقف تتقاطع فيها الجدية بالمزاح، حيث داهم الموت رجالا ونساء كانوا يعدون للغد وينسجون مشاريع لن يظهر لها أثر إلا في أحاديث ليلة التأبين. كانت زوليخة نصري تتفحص ملف السكن الاجتماعي قبل أن تصاب بإغماءة تحولت إلى جلطة دماغية. وظل المدرب الخيدر يوصي زوجته بإعداد وجبة غداء بطاجين السمك، قبل أن يتوقف النبض. وحث الحاجب الملكي السابق إبراهيم فرج أهله بدفن جثمانه في زاوية بدل المقبرة. وماتت سميرة الزاولي وفي جيبها إشعار بقطع التيار الكهربائي. وتوقف نبض المغني مصطفى منافع بسبب هدف يستحق فعلا وصفه بالقاتل. وهلهم جرا..

إبراهيم فرج.. أوصى بدفنه في زاوية سيدي بن عيسى
فوجئ أفراد أسرة إبراهيم فرج الحاجب الملكي السابق، بإصرار الرجل على مواجهة الموت، فقد كان يتحدث إلى المحيطين به بلغة الواثق من دنو أجله، وحين زاره عبد الإله بن كيران كشف له إبراهيم عن رغبته في لقاء ربه، وجعل من حديثه عبرا حول الحياة الدنيا الزائلة والآخرة الباقية، بل إن الحاجب الملكي ظل يودع زواره الوداع الأخير استعدادا للقاء ربه. «منذ ثلاثة أيام زرت الحاجب إبراهيم فرج، فوجدته مؤمنا مطمئنا مستعدا للموت، كان يعرف مصيره وهو حدثني به».
لم يكتف فرج بقراءة الأدعية والشهادتين، بل إنه أوصى أهله بدفنه في زاوية سيدي بن عيسى بحي سيدي فاتح بالعاصمة الرباط، فاستجابت أسرته لطلبه الأخير، بعد كانت كل المؤشرات تسير في اتجاه دفن جثمانه بمقبرة الشهداء.
ظل فرج، عن سن يناهز 88 سنة، يستحضر في آخر جلساته جزءا من تاريخ المملكة الشريفة، ويستحضر مع آخر زائريه، من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة العمومية الذين سبق له أن شغل إلى جانبهم عدة مناصب سامية في وزارة المالية، زمن الوظيف الذي حوله إلى حاجب ملكي، ولم ينس الرجل في آخر كلامه البوح بما قدمه للوطن من خدمات في التلفزيون وفي الجماعة الحضرية للرباط كمنتخب، أو في وزارة المالية أو في الديوان الملكي.
بعد صلاة العصر كانت المدينة العتيقة مثقلة بحضور أمني لافت، خاصة على امتداد الطريق المؤدية إلى الزاوية التي اختار الرجل أن يرقد فيها إلى الأبد، فقد تشييع جثمان الراحل إبراهيم فرج في موكب جنائزي مهيب تقدمه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد. وجرت هذه المراسم على الخصوص بحضور أفراد أسرة الفقيد ورئيس الحكومة ومستشاري الملك وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.

زوليخة.. داهمتها جلطة دماغ وهي تتفحص ملف السكن
لم يدم مقام المستشارة الملكية زوليخة نصري في قسم العناية المركزة بالمستشفى العسكري للرباط إلا بضع ساعات، قبل أن تسلم الروح لبارئها في ساعة مبكرة من الصباح عن عمر يقارب 70 سنة.
لم تكن المستشارة تعتقد أن الغيبوبة التي تنتابها بين الفينة والأخرى، هي بمثابة أعراض جلطة دماغية ستنهي حياتها، بل كانت تتعامل مع الوضع الصحي بمسكنات تساعدها على الاستمرار في دراسة ملفاتها إلى ساعة متأخرة من الليل.
يجمع المقربون من المستشارة الملكية، أنها ظلت تحرص، في أيامها الأخيرة، على تفقد الأوراش الاجتماعية قبل وأثناء وبعد إخراجها إلى حيز الوجود، فهي عين الملك التي لا تنام، إذ يستغرب الكثيرون لقدرتها الفائقة على قضاء ليالي بيضاء في تصفح الملفات وصياغة التقارير وقراءة شكاوى أحيلت عليها من الملك. ولأنها المرأة الوحيدة التي نالت صفة مستشارة الملك، فإنها عملت على دحض نظرية تجعل الاستشارة حكرا على الرجال، فقد كانت تجد متعة في متابعة أدق التفاصيل، بل تراجع أكثر الوثائق والدراسات أهمية في المشروع، وتقضي ساعات وساعات، وهي تخاطب الورق وحين تتوقف عند خلل ما فإنها سرعان ما تدق ناقوس الخطر وتشرع في ربط الاتصال بالمعنيين حتى ولو كانت الساعة تتجاوز منتصف الليل.
قبل وفاتها كانت المستشارة تنكب على ملف المشاريع التي لم يكتب لها أن ترى النور في الصحراء بسبب الوعكة الصحية العابرة للملك محمد السادس، لذا كانت تتصل في وقت متأخر بالعمال لمعرفة مدى جاهزية المشاريع كمشكل السكن الاجتماعي، كما كانت تصرخ في وجه العمال وتدعوهم لتفقد الأوراش ميدانيا بدل تصاميم المشاريع المزمع تدشينها من طرف الملك.
تتقن زوليخة شيئين هامين، التنزيل الحرفي لتعليمات الملك محمد السادس، وفن ترويض السياسيين الذين يستغلون القضايا الاجتماعية لغايات حزبية أو سياسية. لقد فارقت زوليخة الحياة وهي في خندق العوز والحاجة، تناضل من أجل وصفة للتماسك الاجتماعي، قبل أن ترحل إلى دار البقاء وهي تتأبط ملفاتها الاجتماعية.

الزهر.. ظل يتابع نتائج الرجاء إلى أن فاضت روحه
غاب اللاعب الدولي السابق عبد الله الزهر عن ملعب الرجاء البيضاوي، فطرحت الكثير من علامات الاستفهام حول سر الغياب، قبل أن يكتشف الرجاويون ورفاق دربه الكروي، أن الرجل يعيش وضعا صحيا مقلقا، بعد أن أصبح طريح الفراش إثر مرض أقعده عن محرابه في ملعب الرجاء بالوازيس. حينها تحول بيت عبد الله إلى نواة لحملة تضامنية من طرف قدماء لاعبي الرجاء الذين ظلوا يترددون عليه ويعملون على مساندته في محنته، لاسيما وأن اللاعب قدم خدمات جليلة للفريق الذي انضم إليه في الستينات قادما من الاتحاد البيضاوي، كما حمل قميص المغرب الفاسي والوداد البيضاوي وخاض تجارب احترافية في فرنسا.
يروي سعيد غاندي اللاعب الدولي السابق نبض آخر لقاء مع الراحل، «كنت أتردد عليه في بيته، تفاقم وضعه الصحي كثيرا، وغابت ابتسامته، وفقد شهية الأكل، كان المرض اللعين ينخر رئتيه، لكنه كان يسمع حديثنا ويحاول المشاركة فيه دون جدوى، كنا ملتزمين بمباراة خيرية في تطوان فأخبرناه بسفرنا فوافق بإيماءة من رأسه، لكنني كنت متيقنا أن الرجل يعيش آخر لحظاته، ويصر على معرفة آخر مستجدات الرجاء البيضاوي، وفي مدينة تطوان تلقينا مكالمة هاتفية مع آذان الفجر تخبرنا بانتقال زميلنا إلى الرفيق الأعلى، فأصبحت أجسادنا في تطوان وقلوبنا في الدار البيضاء».
قبل رحيله طالب عدد من قدماء اللاعبين من منصف بلخياط رئيس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، عدم توقيف المنحة الشهرية التي كانت مرصودة لعائلة عبد الله الزهر، والتي يتسنى له بها أداء واجب كراء بيت لا يرقى لقيمة اللاعب الدولي السابق، ومنحة لأداء مصاريف تمدرس ابنه، كما جدد الرجاويون مطلبهم لرئيس الرجاء محمد بودريقة بالحفاظ على مكسب الراتب لفائدة أسرة الراحل، شاكرين المؤسسة على ما وفرته من تغطية صحية لعبد الله الذي كان يعاني من مرض ألزمه الفراش ولم يمهله كثيرا، ليسلم الروح إلى باريها صباح الأحد في يوم كان يغيب فيه عن البيت من الصبح إلى المساء.

فاطمة المرنيسي.. زارت دوارا في تنغير قبل الرحيل
في غفلة من الجميع أسلمت عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، الروح إلى بارئها في إحدى مصحات ألمانيا، عن عمر يناهز 75 عاما. اختارت فاطمة أن تتقاسم مرضها مع الحد الأدنى من أفراد أسرتها، إذ ظلت تحرص على الظهور بمظهر السيدة الصامدة أمام عاديات الزمن، وهي تبتلع في صمت معاناتها مع المرض، بل إنها ظلت في عزلتها الطبية تتردد على المكتبات وتجالس عشيرة السوسيولوجيا من المفكرين العرب المغتربين في ألمانيا وتخطط لمشاريع علمية، كما التقت ببعض الفاعلين الجمعويين وعرفتهم بمبادراتها الجمعوية، «قوافل مدنية»، مصرة على ضرورة دعم «جهود إثبات المرأة لذاتها وتحررها من هيمنة المجتمع».
وقبل السفر إلى أوربا، أصرت الراحلة فاطمة المرنيسي، على القيام بجولة دراسية في الجنوب الشرقي للمغرب، أياما قبل وفاتها، حيث توقفت في إقليم تنغير وزارت دوار تملالت ببومالن دادس، حيث حلت ضيفة لدى الفنانة التشكيلية «ملال»، التي كتبت فاطمة عن تجربتها. وكانت تردد مقولة الشاعر أبو تمام «اغترب تتجدد»، في دعوة للترحال والتعرف على تجارب الآخرين.
قبل أن تغادر المرنيسي القرية وتحجز تذكرة ذهاب بلا إياب إلى ألمانيا، تذكرت السجل الذهبي، وخطت في بيت التشكيلية الأمازيغية، كلمات أشبه بالوصية الأخيرة إلى بنات جنسها، تتحدث فيها عن مفهوم السندباد التواصلي أنها تريده بديلاً لمفهوم الكاووي المعولم. فيه اندفاعه نحو المعرفة والاستكشاف للذات وللآخر وخطت: «في سياق نزوع إنسانوي عارم في الدوائر الثقافية تستحق ملال التقدير بلا تردد. لكنه في ذات الوقت يحتاج إلى تنمية من أكثر من جانب حتى يزداد غنى وصلابة ويفلت من الاتهام بالانغلاق والشوفينية».

الرايس أمنتاك.. فقد نعمة البصر وعجز عن أداء فاتورة المصحة
فجأة فقد الرايس أحمد أمنتاك نعمة البصر، بعد أن تمسك مرض السكري بتلابيبه، وحوله من مطرب لا يتوقف إلى جسد لا يتكلم إلا نادرا وهو على كرسي متحرك. قبل وفاته أرسل الرجل ورفاقه نداءات استغاثة إلى من يهمه أمر الفن والفنانين، خاصة بعد أن اضطر إلى مغادرة المصحة الخاصة في أكادير لعدم توفره على تكاليف الاستشفاء.
عاد إلى بيته مهزوما من المرض لكنه لم يعمر طويلا، بعد أن تأخرت المساعدات وتبين أنها مجرد نوايا حسنة، في فجر يوم الثلاثاء 24 نونبر2015، انتقل عميد الأغنية الأمازيغية أحمد أمنتاك، إلى عفو الله، بعد صراع طويل مع المرض، دون أن يتلقى أي عناية من طرف المسؤولين ولا الجهة المسؤولة عن الثقافة والفن والفنانين، علما أن المرحوم «أمنتاك» يعتبر من الأوائل الذين غنوا للوطن.
في غرفة متواضعة بأحد الأحياء الشعبية للدشيرة الجهادية، اختار الرجل العزلة المرضية، الانزواء في ركن من غرفته بمدينة الدشيرة لسنوات، بعد أن فقد بصره، وبقي وحيدا يصارع ألم وقسوة الحياة، إلى أن زادت حالته الصحية سوءا، لكنه كشف لأحد رفاقه بأن نعمة السمع لازالت «شغالة» مما مكنه من الاستماع للأدعية التي تحفه من طرف رفاق دربه الذين لا يملكون إلا الدعاء له بحسن الخاتمة.
تذكر الرايس قبيل وفاته ما علق في ذهنه من أدعية تعلمها على يد الفقيه سيدي إبراهيم بوكلزيم التاماروتي في سن مبكر، كما تذكر الشعر الأمازيغي الصامد ضد عاديات الزمن، وخاصة شعر بلعيد. كان يريد أن يرسل النظرة الأخيرة على ربابه لكن ظلمة العين حالت دون تحقيق آخر أمانيه.

العازف منافع الذي لعن الكرة قبل أن تفيض روحه
أصيب مصطفى منافع عضو مجموعة تكادة للفنون الشعبية بسكتة قلبية، وهو يتابع مباراة الوداد البيضاوي واتحاد طنجة ليلة السبت 22 نونبر الماضي، بإحدى المقاهي الشعبية لحي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، لينقل من طرف أصدقائه على متن سيارة خاصة إلى أقرب مصحة للضمان الاجتماعي بالحي حيث لفظ آخر أنفاسه وسط ذهول رفاقه الذين كانوا يتابعون معه المباراة على شاشة التلفزيون.
واستمعت الشرطة القضائية في نفس الليلة لشهادات مرافقيه في المقهى وزوجته التي حضرت إلى مصحة الضمان الاجتماعي، حيث أجمعت الإفادات على أن مصطفى عاش أطوار المباراة، التي أجبر فيها الوداد البيضاوي على التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في مباراة قمة الدورة الثامنة على أرضية ملعب المكب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، بجوارحه وكان يتفاعل معها بشكل غريب نظرا لعشقه الكبير للوداد البيضاوي.
وقالت مصادر «الأخبار» أن مصطفى هو من وجه الدعوة لعدد من أصدقائه من أجل متابعة قمة الدورة في مقهى بحي البرنوصي، اعتاد التردد عليها، وظل يناقش على امتداد المباراة وقائع المواجهة التي كان الفريق الزائر سباقا للتهديف فيها منذ الدقيقة السادسة، قبل أن يدرك الوداد التعادل ويسجل سبقا رقميا تلاشى في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة التي انتهت بتعادل بطعم الهزيمة، ليضرب مصطفى الطاولة بقبضة يده مع صافرة النهاية، ويقول وهو يمسك بقلبه «هاذي هيا اللخرة ليا».
وحسب البيانات التي استقتها «الأخبار» من أسرته، فإن الراحل كان يعاني من ضغط دموي، لكنه نادرا ما يتردد على طبيب مختص، كما قال بعض زملائه في مجموعة تكادة إن الراحل كان يشعر بحالة دوران ناتجة عن ارتفاع الضغط الدموي لكنه سرعان ما يسترجع عافيته. لكن رفاق الفقيد أجمعوا على شغفه بالكرة وعشقه للوداد البيضاوي الذي تدرج عبر فئاته الصغرى، وإصراره على التفاخر به في كل التجمعات الرياضية ناهيك عن مواهبه في كرة القدم حيث كان يشغل في كثير من مباريات الفنانين مركز قلب الهجوم دون أن تظهر عليه أعراض المرض.
يبلغ الراحل 49 سنة من العمر، وهو متزوج وأب لطفلين، أجمعا على أنه كان يلف الأسرة برعايته، فيما قال شقيقه الأكبر إن مصطفى «مرضي الوالدين»، وانخرط الجميع في نوبة بكاء فيما لم يصدق أعضاء المجموعة وفاة مصطفى منافع عازف الكمان الذي التحق بالفرقة منذ 1990، بعد وفاة محمد أجدور، وظل على امتداد على الفترة الزمنية الطويلة حاضرا كعازف وممثل في عدد من الأعمال الفنية لتكادة التي تأسست في صيف سنة 1972.

مصطفى المسناوي.. مات معتقدا أن تخمة الأكل قتلته
فوجئ ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي بسحابة حزن تلف الفضاء، قبل أن يتناول الكلمة أحد المنظمين، ويعلن بنبرة حزينة خبر الوفاة المفاجئة للناقد السينمائي المغربي مصطفى المسناوي، على الفور قررت إدارة المهرجان إقامة تأبين له بقاعة الحضارة في دار الأوبرا المصرية.
مات الرجل عن سن 62 عاما، وهو يمني النفس بحضور مهرجان لطالما دأب على حضوره، ودون رفيق دربه الكاتب الصحفي لحسن العسيبي، آخر اللحظات التي قضاها رفقته بالقاهرة في مرثية بعنوان «هل مات صديق العمر؟».
قال لحسن العسيبي وهو يروي الدقائق الأخيرة من حياة زميله «وصلنا القاهرة معا، رفقة الصديق والزميل أحمد الدافري، وأيضا، الصديقين شعيب حليفي وإدريس علوش، اللذين كانا في الطريق إلى لقاء أكاديمي بمكتبة الإسكندرية، ليلة الأحد في التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي، وبلغنا فندق ماريوت الزمالك في الحادية عشرة ليلا، وكالعادة بمجرد أن وضعنا حقائبنا نزلنا نجول في ليل قاهرة المعز». بعد يومين من الوصول «في ذلك الثلاثاء، رن هاتف غرفتي بفندق ماريوت في السادسة والنصف صباحا. كان صوت مصطفى متعبا، وقال لي إنه يشعر بمغص شديد في بطنه. توجهت إليه في غرفته، وقلت له أن نطلب طبيب الفندق، فأخبرني أنه طلبه هو أيضا. كان يذرع الغرفة جيئة وذهابا من شدة الألم. قال لي ربما أثقلت في الأكل البارحة».
سأله رفيقه عما إذا كان قد تناول أدويته اليومية المعتادة، أجابه بأنه تناولها قبل نومه. «وصل الطبيب الذي سأله عما أكله، لكنني أخبرته أنه مريض بالقلب وسبق أن أجرى عملية جراحية منذ سنتين، وألححت عليه في طلب سيارة إسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى، بعد 10 دقائق خرجت ورقة تخطيط القلب تؤكد أنها أزمة قلبية حادة. كان حينها مصطفى قد بدأ يستشعر ألما في صدره ويعرق».
كان الرجل يتألم وينطق بالشهادتين، ودخل في شبه غيبوبة مع بضع حشرجات صغيرة. في منتصف الطريق قال الطبيب المرافق لقد انتقل مصطفى إلى رحمة الله وفي مكتبته مشاريع فنية ماتت بدورها بالسكتة المسطرية.

الخيدر المدرب الذي مات وهو ينتظر طجين سمك
في صباح يوم السبت 31 أكتوبر الماضي، استيقظ الإطار الوطني سعيد الخيدر، كعادته باكرا، وتوجه إلى سوق السمك حيث اشترى كمية من الأسماك وعاد إلى بيته في حي المنزه وهو يمني النفس بوجبة طاجين شهية.
طلب من زوجته إعداد وجبة الغداء ودعاها إلى الاهتمام بـ«طاجين الحوت» المفضل عنده وهو الذي لا يبعد سكنه عن البحر إلا ببضعة أمتار، تناول الرجل فطوره الخفيف، وتوجه إلى مكان في بيته مخصص للتمارين الرياضية، حيث ركب الدراجة الآلية وشرع في تمارينه الاعتيادية.
يقول أحد أقاربه الذي عاين الواقعة، «تأخر خروج سعيد من صالة التداريب في الطابق السفلي، اعتقدنا أنه في الحمام، لكن مع مرور الوقت اضطر ابنه إلى النزول للغرفة ليكتشف بأن والده ممدد فوق البساط بالقرب من آلة تقوية العضلات، نودي على أحد رفاقه وتبين أن سعيد مات عن عمر يناهز 59 سنة، إثر أزمة قلبية مفاجئة، ألمت به حين كان يقوم بتمارين رياضية».
قال محمد موح رفيق درب الراحل، إن سعيد أخبره بأنه توجه إلى مصحة وكشف عن نبضات قلبه وقال له الطبيب بالحرف «قلبك كقلب الشاب اليافع». لكن أحد زملاءه في مهنة التدريب كشف لـ«الأخبار» بأن الفقيد ظل خلال أيامه الأخيرة ينتقد بشدة تعامل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدربين، وأكد أنه كان يناقش مع المقربين إشكالية التحيز للإطار الأجنبي، وقال أحد الزملاء الصحافيين إن آخر حوار له مع الخيدر تناول موضوع الإطار الأجنبي وقال له بالحرف «المدرب المغربي يعيش الحكرة، في بلده، لقد كان العجلاني مساعدا لي في الخليج، وحين لم يجد لنفسه منصب شغل في بلده لقي كل الحفاوة في المغرب. هذي هيا الحكرة».

شقرون.. مازح شقيقته وتحدث عن مشاريعه ساعات قبل الرحيل
في صباح يوم الجمعة سادس نونبر الماضي، انتقل إلى عفو الله عبد الله شقرون المخترع المغربي الشاب البالغ من العمر 32 سنة، إثر أزمة قلبية داهمته في نفس الليلة، لم يأخذ الخبر حجمه الإعلامي لتزامنه مع ذكرى عيد المسيرة الخضراء، حيث كانت الأضواء مسلطة على الحدث السياسي.
ولأنه لا أحد صدق الخبر، فقد فسحت مواقع التواصل الاجتماعي المجال لنشر إشاعة الوفاة وربطتها بأمور تتجاوز حقيقة الأمر، مما اضطر شقيقه أيمن إلى توضيح الواضحات:
«أخي الشاب المخترع الكبير عبد الله شقرون توفي صباح الجمعة لقد فوجئنا بوفاته لكننا ننفي ما قيل حول وجود سم أو ما شابه ذلك، قضى معنا ليلة الخميس تناولنا العشاء جميعنا وكان بشوشا يمزح مع شقيقتي ويتحدث عن مشاريعه المستقبلية، وفي الصباح توجهت أختي إلى غرفته فوجدته جثة هامدة وهو مبتسم، وتبين من خلال الفحص أنه توفي نتيجة سكتة قلبية».
وكانت مصادر إعلامية، خاصة بعض المواقع، قد ذهبت إلى أن وفاة الشاب عبد الله شقرون ناتجة عن أزمة قلبية حادة وأنه لفظ أنفاسه في مصحة، وهو ما ينفيه شقيق الراحل، بل إن مواقع التواصل اجتهدت وتحدثت عن «مرض نادر كان يلازمه طيلة فترة حياته».
ويعرف الشاب المغربي عبد الله شقرون بأنه أصغر مخترع عربي عالمي اعترفت به أكثر من منظمة عالمية، بل إنه رفض تلقي عمولات على اختراعاته.

بوشناق.. هاجمته أزمة قلبية وهو يتحدث عن الشاب حسني
حين كان محمد بوشناق يتحسر مع بعض رفاقه على وفاة رجالات فن الراي، في يوم احتل فيه اسم الشاب حسنى الكثير من عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة حلول الذكرى الـ21 لرحيل أحد أساطير هذا الفن، شعر محمد بوشناق عضو مجموعة بوشناق الغنائية بآلام تعتصر قلبه فاعتقد أن الأمر مرتبط بحزنه على حسني قبل أن يؤكد لرفاقه أن أزمة قلبية تداهمه بحدة. رافقه أهله إلى المصحة فدخل غرفة العمليات حيث أجريت له عملية جراحية دقيقة ليلة العيد، بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجأة في بيته بمدينة وجدة، والناس منشغلون بأجواء العيد.
في نهاية شهر شتنبر الماضي وتحديدا ليلة الاثنين، أسلم محمد الروح لخالقها بمستشفى الفارابي بوجدة، وعمره لا يتجاوز الخمسين سنة، الأمر الذي خلف حزنا شديدا في الوسط الفني بهذه المدينة الشرقية ولدى عشاق مجموعة «الإخوان بوشناق» التي قدمت الكثير من الأغاني منذ أواخر السبعينيات، قبل أن يتوقف نبضها الفني رسميا سنة 1992.
كان محمد يعيش ظروفا اجتماعية صعبة، لكنه كان عفيفا لا يجرؤ على طلب الإعانة، مما يستدعى الاهتمام بأسرته الصغيرة وجعل الوفاة فرصة للالتفات لهاته العائلة الفنية العريقة وتحسين أوضاعها.

سميرة الزاولي.. ماتت وفي جيبها إشعار بقطع الماء والكهرباء
يوم الثلاثاء 20 أكتوبر الماضي، استيقظت سميرة كعادتها مبكرا، تأبطت ملفها الطبي وركبت سيارة أجرة مختنقة في اتجاه مصحة الضمان الاجتماعي بشارع الزيراوي بالدار البيضاء، كانت تشعر بآلام على مستوى البطن، وهي التي خضعت لعملية جراحية للتخلص من فتق البطن الذي لازمها طويلا. كان فكرها منشغلا بالمرض الذي يداهمها وبتسجيل ابنتها في إحدى المدارس العليا بعد أن نالت شهادة الباكلوريا.
عرضت على إدارة المصحة حالتها وأكدت تفاقم آلام البطن، لكن المسؤول طالب بتسديد فاتورة العلاج فعادت أدراجها وهي حزينة، في طريقها إلى حي البرنوصي تحدثت مع الزميل الصحفي محمد أبو سهل وشرحت له معاناتها وألقت باللوم على الهيئات الرياضية التي تنكرت لها.
حين وصلت إلى بيتها بحثت في أوراقها عن شهادة طبية، فتبين لها أن شركة توزيع الماء والكهرباء تهددها بقطع التيار، فارتفع ضغطها الدموي، وحين اتصلت بها رفيقتها ثريا أعراب تدعوها لمرافقتها إلى مدينة المحمدية لحضور حفل توقيع كتاب «أنا والسرطان» للصحفي محمد شروق، اعتذرت وقالت إنها تشعر بالاختناق. استلقت سميرة على فراشها ففاضت روحها، وتبين بعد معاينة طبيب أن أزمة قلبية أجهزت على أول رئيسة لفريق ذكوري لكرة القدم وهو الاتحاد البيضاوي.
ماتت سميرة حزنا على عائلتها التي لا تملك إلا اسما على ملعب، في زمن تنكر فيه كثير من أبناء الحي للعربي الزاولي الذي كان ملتصقا بلاعبيه أكثر من أبنائه الذين لم يترك لهم سوى ديون متراكمة صرفها على اللاعبين ووثائق وبذل رياضية ومسكن بسيط بجوار الملعب والحي المحمدي. قالت سميرة في آخر حوار أثيري، بنبرة حزينة، إن والدها كان عنوانا للإيثار، فقد كان جميع أفراد الأسرة في خدمة الفريق، وليس الفريق من كان في خدمة الأسرة كما يفعل بعض المسؤولين، فإخوتي يجمعون الكرات ويدربون الصغار ويقودون سيارة نقل اللاعبين ويحرسون الملعب.

العربي المساري.. مات وهو ينظم جائزة سنوية
قال الاستقلالي امحمد بوستة، في حفل تأبين العربي المساري، إنه تعرف على الرجل لما يزيد عن 50 سنة وبقي اتصاله به إلى يومين أو يوم واحد قبل وفاته، وأضاف أن الفقيد ظل وفيا لالتزاماته وهو على فراش الموت، «بقي العربي مرتبطا بمؤسسة علال الفاسي إلى الأسبوع الأخير من حياته، ورغم المرض كان يقترح موضوع الجائزة السنوية وموضوع المحاضرات والندوات وكل أنشطتها الثقافية»، وأكد بوستة أن من خصال المساري الوفاء والتواضع والصدق في القول والإخلاص في العمل حتى وهو يعاني من المرض.
وفي اللقاء ذاته تحدث عبد الكريم غلاب بكلمة ألقاها نيابة عنه الشاعر نجيب خداري «محمد العربي المساري، يأسى للموت كلما سمع عنه ولكنه حين يقترن باسم صديق عزيز تحمل الكلمة أكثر من الموت، تحمل انهيار الحياة. كان العربي من الذين يمثلون الحياة في أبهج صورها الفريدة.
وقال محمد الصديق معنينو في نفس التأبين، إن المساري أهداه قبل وفاته وثيقة نادرة هي عبارة عن نسخة من رسالة خطية تلقاها من والد معنينو، يشكر فيها العربي على تهنئته له بمناسبة إطلاق سراحه، كان ذلك في شهر أبريل من سنة 1954 أي منذ ستين سنة.
تعددت الشهادات في لحظة التأبين، لكنها أجمعت على أن الرجل ظل يبحث وينقب في الوثائق إلا أن لقي ربه، ليوارى جثمانه الطاهر يوم الأحد 26 يوليوز بمقبرة الشهداء بالرباط.
قال عنه ملك البلاد محمد السادس في برقية تعزية، إن الراحل «مشهود له بدماثة الخلق، وصادق التفاني والإخلاص في النهوض بمختلف المهام والمناصب السامية التي تقلدها، سواء الحكومية منها أو الدبلوماسية، أو السياسية والحزبية أو الإعلامية».

الطيار ياسين.. يتقاسم تدويناته من الحرم المكي
يمكن إدراج مقتل الطيار المغربي ياسين بحتي في خانة أسرار الدولة، بعد أن أجمعت الروايات التي أعقبت سقوط المقاتلة المغربية إف 16 التي أقلعت من السعودية، على أن الطيار المغربي قد اختار طوعا الانخراط في عملية الحزم، علما أن سنه لا يتجاوز 26 سنة، وهو ما أشار إليه الضابط في تدويناته الفايسبوكية. قالت الرواية الرسمية على لسان ضابط من الجيش المغربي بأن الطائرة المغربية، سقطت بسبب عطب تقني، واعتبر أثناء تشييع جثمانه شهيدا.
أجمعت الروايات التي أعقبت سقوط المقاتلة المغربية إف 16 باليمن، أن الطيار المغربي ابن حي كاستور بالحي المحمدي، والذي يقطن مدينة مراكش، قد اختار طوعا الانخراط في عملية الحزم، علما أن سنه لا يتجاوز 26 سنة، وهو ما أشار إليه الضابط المغربي في تدويناته الفايسبوكية.
ورغم أن كل المؤشرات تؤكد اعتراف الحوثيين بالمواثيق الدولية، إلا أن مصير الضابط المغربي ظل مجهولا، قبل أن تكشف قناة المسيرة اليمنية أن الحوثيين عرضوا حطام الطائرة العسكرية واعتبروا سقوطها انتقاما ربانيا من مهاجمي سكان قرية صعدة العزل على حد تعبير بيان الحوثيين المدعمين من طرف إيران.
وأفاد والد الطيار المغربي المفقود باليمن بأن ضباطا من الجيش المغربي اتصلوا به وأكدوا بأن الطائرة المغربية، سقطت بسبب عطب تقني وأن جثمان ابنه سيدفن في المغرب، وفي آخر ساعات حياته ظهر ياسين في إحدى الصور من حسابه بموقع الفيسبوك، وخلفه الكعبة المشرفة، وهو يرتدي لباس الإحرام، حيث كان يؤدي مناسك العمرة بالديار المقدسة.

الجنرال بناني.. لزم الصمت منذ إعفائه من مهامه
رافقت الجنرال بناني، منذ خضوعه للعلاج في أحد مراكز العلاج في العاصمة الفرنسية، قبل زهاء سنة، إشاعات تتحدث عن وفاته هناك جراء المرض الذي أنهك جسده، قبل أن يتم دحض تلك الأخبار.
قضى الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني المفتش العام السابق للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، شهرا كاملا في إحدى غرف العناية المركزة بمستشفى باريسي، قبل أن ينصح بنقله إلى المغرب ليقضي الوقت بدل الضائع من الحياة في المستشفى العسكري بالرباط.
وشاءت الأقدار أن توافي المنية الجنرال بناني، في اليوم نفسه الذي استقبلت فيه أسرة الجيش المغربي خاصة، بكثير من الحزن والأسى جثمان الملازم الشاب، ياسين بحتي، الذي تحطمت طائرته قبل أيام خلت باليمن، والذي تسلم المغرب رفاته رسميا صباح اليوم بجنازة عسكرية أقيمت على شرفه.
وكان الجنرال بناني قد أعفي من مهامه قيد حياته، في الثالث عشر من يونيو الماضي، لأسباب صحية بالدرجة الأولى، حيث عين الملك محمد السادس مكانه الجنرال دوكور دارمي، بوشعيب عروب، مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية وقائدا للمنطقة الجنوبية، وهما المنصبان اللذان كان يشغلهما بناني.
وشارك بناني، إبان فترة ممارسته لمهامه العسكرية في صفوف القوات المسلحة الملكية، في العديد من الحروب، من أبرزها حرب استرجاع منطقة طرفاية سنة 1957، وفي حرب إفني سنة 1957، وفي حرب الرمال سنة 1963، وفي حرب الصحراء المغربية سنة 1975.

باموس.. رئيس الجامعة الذي توفي وهو يعد لتكريمه
قبل رحيله إلى دار البقاء، كان الجنرال ادريس باموس، العميد السابق للجيش الملكي والمنتخب المغربي في السبعينات، والرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية من منتصف الثمانينات إلى بداية التسعينات، يصارع المرض، لكن خط الاتصال ظل مستمرا مع سعيد بن منصور رئيس جمعية رياضة وصداقة، حيث كان الرجلان يعدان العدة لتنظيم تكريم يليق بالجنرال الذي قبل على مضض فكرة الحفل وطالب بالحد الأدنى من البهرجة والاحتفالية، قبل أن تفيض روحه وهو يبلغ 73 سنة من العمر قضى الجزء الأكبر منها في ملاعب الكرة.
وكان مقررا أن يتم تكريم باموس في نهاية الشهر من طرف جمعية رياضة وصداقة، إلا أن الفقيد ظل يطالب بتأجيل المبادرة إلى أن لقي ربه. وفي غياب التفاتة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي لم تكلف نفسها عناء كتابة تعزية على الموقع الرسمي للجامعة، ينكب مجموعة من قدماء لاعبي مدينة برشيد على الإعداد لأربعينية العميد السابق للمنتخب ادريس باموس ورئيس جامعة كرة القدم في الفترة ما بين 1986 إلى 1992، اعتبارا لانتمائه إلى مدينة برشيد التي ولد فيها وحمل قميص اليوسفية لسنوات قبل انتقاله لنادي الجيش الملكي.

أحمد بن جلون.. تلقى خبر فوز اليسار في اليونان ثم مات
عاش أحمد بن جلون، العضو المؤسس لحزب الطليعة، في آخر أيامه ممددا على فراش المرض، إثر إصابته بشلل نصفي ألزمه غرفة بالمستشفى العسكري بالرباط في المدة بعد أن تدهورت حالته الصحية على نحو غير مسبوق.
تربص الموت طويلا بالمناضل اليساري، منذ عقود طويلة إلى أن نال مراده منه، فمنذ «سنوات الرصاص» وأحمد بن جلون يفلت من الموت ضمن محطات عدّة كانت أبرزها عام 1971 عندما كاد يحكم عليه بالإعدام، قبل تخفيض العقوبة إلى الحبس النافذ، إلا أن الرحيل كان اليوم حقيقة لا فرار منها.
يقول ابنه عمر وهو يحكي عن اللحظات الأخيرة من حياة والده، «قضى الفقيد ست سنوات مصارعا الإعاقة، استرجع بعضا من قدراته الجسدية و الفكرية ليكتب مذكراته أو يحضر بعض اللقاءات، مثل تكريم المجاهد الحاج علي المانوزي أو الندوة حول الاغتيال السياسي من عمر بنجلون الى شكري بلعيد. في يوم وفاة الفقيد، قبل ساعات، استرجع شيئا من وعيه، وكنت لحسن الحظ حاضرا و أردت أن أبشره بخبر سار، لم أجد سوى خبر نجاح اليسار في اليونان، ابتسم وأقفل عينيه مطمئنا على شيء لم أفهمه بعد، إلى أن جاءني خبر الوفاة من الوالدة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى