شوف تشوف

الرأي

الكوميدي حسن «الفلس»

كبسولة «سلوى والزبير»
-جينيريك البداية…
الزبير: سلوى آجي تشوفي
سلوى: شنو؟
الزبير: مشات
قطع
الزبير: هاي هاي
سلوى: مالك ؟
الزبير: العساس كايشري المانك
سلوى: واش فيها؟
الزبير: والو
قطع… جينيريك النهاية
تستغرق كبسولة «سلوى والزبير» التي تبثها القناة الثانية دقيقتين وأربع ثوان، بقيمة مالية قدرت بـ23 مليون سنتيم للحلقة الواحدة، ولم تتطلب من صاحبها شيئا يذكر سوى نسخ الفكرة من سلسلة كندية تم إطلاقها عام 1997 تحت عنوان: «بنت وولد» تبنت قناة فرانس 2 ابتداء من عام 1999 نسختها الفرنسية، وأدى أدوارها «جان دوجاردان» و«الكسندرا لامي» على امتداد 485 حلقة، وبينما اشترت القناة الفرنسية حق استنساخ السلسلة الكندية، فإن حسن الفذ لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى نسختها الأصلية، كما سطا «بلا حيا بلا حشمة»، على موسيقى الجينيريك من الموسيقى التصويرية التي أنجزها توماس نيومان لفيلم «أمريكان بيوتي»، للمخرج سام منديس.
لهطة الفذ لجني الفلوس وعدم القدرة على مقاومة شهوة الأموال جعلته رجلا متعدد التخصصات و«الكاشيات»، فهو المخرج والمدير الفني ومدير الكاستينغ وصاحب الصفقات وكاتب السيناريو وصاحب الفكرة و«الكوميدي»، الذي لا يشق له غبار. فعلا نشفق عليه حين نراه تائها بين «سلوى والزبير» و«كبور والحبيب» في قناة «الشيخ سليم»، التي أصبح مكتوبا علينا فيها أن نشاهد يوميا كبسولتين كلها قرف وحموضة وتعذيب نفسي. فما سر هذه الحظوة التي يتمتع بها الفذ حتى يستفيد من صفقة كبسولتين «تافهتين» خارج «طلبات العروض»، التي أتى بها الساكت الرسمي مصطفى الخلفي وطبل وزمر لتطبيقها؟
اعتاد هذا «الكوميدي الكندي» على استغلال الموسم الرمضاني التلفزي وتحصيل أكبر قدر ممكن من المداخيل المليونية قبل أن يعود إلى قواعده سالما غانما ومعززا أيضا بالمداخيل الوفيرة التي يجنيها من الوصلة الإشهارية والتي لا يكلفه إنجازها جهدا يذكر، وذلك على غرار صفقة «الورطة الإشهارية» التي أنجزها لصالح وزارة عزير رباح بـ400 مليون مقابل 5 دقائق خصصها لـ «الأستاذ كسيدة» والتحذير بشكل عبثي من حوادث السير.
اعتاد «الأستاذ كسيدة» المعروف ببخله الشديد على الاستغناء عن المتعاونين معه الذين طالبوا بتصحيح أوضاعهم المادية، وهكذا استغنى عن المخرج أمير الرواني وعوضه بالمخرج الجزائري أكساس، كما عوض شركة الإنتاج «ديسكونيكتد» بـ «إيماج فاكتوري». وطرد رفيقته الشعيبية بعدما شرعت دنيا بوطازوت في المطالبة بالمساواة في أجرها مقارنة بأجر حسن الفذ أو بالأحرى «حسن الفلس»، سواء في الأعمال الدرامية أو الإشهارية. لكن حين تأكد الفذ بأن كبسولاته الحالية «سلوى والزبير» و«كبور والحبيب» لم تلق نفس التجاوب الذي حققته كبسولة «كبور والشعيبية»، فإنه اختار الإنزال والاكتساح الإعلامي الموازي عبر بث كبسولات هذا الموسم على موقعه الخاص على «اليوتيوب» مباشرة بعد عرضها على دوزيم، فيما تم تخصيص صفحات على الفيسبوك «مجهولة المصدر» لنشر روابط هذه الكبسولات من أجل التغطية على فشل أعمال الفذ الحالية التي تغلب عليها الهواية والارتجال وتنم عن احتقار شديد للمشاهد الذي تصدمه وقت الذروة الرمضانية أعمال عبثية يصعب تصنيفها في أي خانة فنية معينة سوى خانة «لهفة» الفذ للعق أكبر قدر ممكن من «اللعاقة» دون اعتبار للفن والإبداع في أقل وقت ممكن وكأنه يستعجل تقاعده الذهبي واعتزاله تجارة الضحك على ذقون ما تبقى من المشاهدين الذين اعتادوا خلال المواسم الماضية على الاكتفاء بشعار: «شوف وسكت».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى