نسبة ملء السدود لم تتجاوز 14 في المئة
أكادير: محمد سليماني
عادت أزمة الماء الصالح للشرب بمناطق أكادير الكبير إلى الواجهة، وبدأت الانقطاعات في تزويد السكان بالماء الشروب في التفعيل كوسيلة تدبيرية من وسائل الحفاظ على الكميات المتوفرة.
وبحسب المعلومات، فإن ما زاد من ارتفاع مخاوف أزمة العطش بجماعات أكادير الكبير (أكادير، إنزكان، الدشيرة، أيت ملول، الدراركة) هو الانخفاض الكبير في حقينة السدود المزودة لهذه الجماعات بالماء الصالح للشرب.
وبلغة الأرقام، فإنه، إلى حدود يوم الجمعة الماضي، وصلت نسبة ملء السدود الثمانية التي تزود مدن أكادير الكبير، وبعض أقاليم الجهة بمياه الشرب والري الفلاحي، ما مجموعه 14,41 في المئة، وهي نسبة قليلة جدا أدخلت المنطقة برمتها في مرحلة الخطر، خصوصا وأن نسبة ملء السدود ذاتها خلال الفترة نفسها من السنة الماضية كانت في حدود 32,93 في المئة.
وفي تفاصيل هذه الأرقام، فإن أغلب السدود وصلت حقينتها المائية مرحلة النضوب والجفاف، كما هو الشأن بالنسبة لسد «عبد المومن» الذي لم يبق فيه سوى 7,102 ملايين متر مكعب، مسجلا نسبة ملء لا تتجاوز 3,59 في المئة فقط، أما سد «يوسف بن تاشفين» فيسير هو الآخر في الاتجاه ذاته، حيث وصلت حقينته إلى 52,10 مليون متر مكعب، بنسبة لا تتجاوز 17,49 في المئة فقط. أما سد «مولاي عبد الله» فبلغت نسبة ملئه 12,55 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نسبة 13,95 في المئة، والشيء نفسه بالنسبة لسد «أولوز»، الذي وصل الاحتياطي المائي به حوالي 15,80 مليون متر مكعب، بنسبة 17,76 في المئة، فيما وصلت حقينة سد «المختار السوسي» إلى 8,71 ملايين متر مكعب، أي ما يعادل فقط 22,35 في المئة، ووحده سد «الدخيلة» بلغت نسبة ملئه 109 في المئة، غير أن مجموع حقينته في الأصل لا يتجاوز 0,20 مليون متر مكعب، فيما باقي السدود السبعة الأخرى، فإن حقينتها الكلية تتراوح ما بين 4,66 ملايين متر مكعب بسد «أهل سوس»، و298,20 مليون متر مكعب بسد يوسف بن تاشفين. كما انخفضت حقينة سد «أهل سوس» إلى 3,22 ملايين متر مكعب، مسجلا بذلك نسبة ملء وصلت إلى 80,53 في المئة، بعدما كانت نسبة ملئه قبل أشهر تتجاوز 116 في المئة.
واستنادا إلى بعض المصادر، فإن توالي أزمة الماء الشروب ومياه الري الفلاحي بأقاليم جهة سوس يعود بالأساس إلى عدم التزام الحكومات السابقة بمضامين «الاتفاقية الإطار للمحافظة وتنمية الموارد المائية بالحوض المائي سوس ماسة الموقع مع الوزارات المعنية بهذا القطاع الحيوي سنة 2007»، والتي كانت تتضمن بنودا ومساطر مهمة منها بناء سدود أخرى وبحيرات تلية، وتحويل ضيعات إلى السقي الموضعي، وغيرها.
وأفاد البشير أحشموض، عضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، وعضو سابق بمجلس جهة سوس ماسة مكلف بملف الماء، بأن «أغلب ما تمت برمجته سنة 2007 لم ينفذ منه إلا القليل، والنتيجة وضعية السدود والفرشة المائية لسوس ماسة شاهدة على ذلك اليوم بحيث إن نسبة ملء السدود الثمانية المتواجدة بحوضي سوس وماسة، وصلت إلى 14.41 في المئة إلى غاية 21 يناير الجاري، وعمق جلب الماء في الآبار حسب المناطق يتراوح بين 175 و300 متر تحت الأرض وفي بعض الأماكن الغياب الكلي وبسبب عدم مواكبة وإنجاز المشاريع المبرمجة في تلك الفترة تركت العديد من الضيعات الفلاحية بسبب فقدان هذه المادة الحيوية وباع العديد من الكسابين ماشيتهم».