قياديون بشبيبة الحزب عبروا عن دعم مبادرة لانتخاب خليفة بنعبد الله
النعمان اليعلاوي
يعيش التقدم والاشتراكية خلافات داخلية حادة، قبل أشهر من انعقاد مؤتمره الوطني، في الوقت الذي يطالب التيار المعارض داخل الحزب بتغيير القيادة، في رفض معلن لولاية جديدة للأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله، الذي يحمله مناوئوه مسؤولية تراجع الأداء السياسي لحزب «الكتاب». في الوقت الذي توسعت دائرة الغضب ضد بنعبد الله، مع إعلان عدد من قياديي شبيبة الحزب دعمهم لمبادرة «سنواصل الطريق»، والتي يطالبون من خلالها بالتعجيل بعقد مؤتمر وطني لحزب التقدم والاشتراكية، وانتخاب قيادة جديدة، وإعادة بناء الحزب، بعد الهزيمة الانتخابية القاسية التي مني بها في انتخابات الثامن من شتنبر الماضي.
في السياق ذاته، أشارت مصادر حزبية من الشبيبة الاشتراكية، الذراع الشبابية لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن «جدلا داخليا محتدما بين أعضاء الشبيبة، حول التعجيل بعقد المؤتمر الوطني في مطلع السنة المقبلة، لتجاوز نتائج انتخابات 08 شتنبر الأخيرة، والتي كرست التصويت العقابي الذي طال قيادة الحزب في شخص أمينه العام، وعدد من قيادييه البارزين». مبينة أن هناك توجهات متضاربة داخل الحزب بين من يرى ضرورة عقد المؤتمر الوطني في بداية السنة القادمة، وبين الرافضين لهذا التوجه والمطالبين بتأجيله إلى نهاية سنة 2022، من أجل إعادة تنظيم هياكل الحزب وفروعه الوطنية.
من جانب آخر، أشارت المصادر إلى أن تحركات داخلية وسط حزب التقدم والاشتراكية متواصلة، من أجل الضغط على الديوان السياسي، للتعجيل بخطوات الإعداد للمؤتمر الوطني الحادي عشر. وانتقدت المصادر تفاعل قيادة الحزب مع الوثيقة السابقة التي صدرت عن تيار «سنواصل الطريق»، وهي الوثيقة السياسية التي تحدثت عن «فشل المقاربة الانتخابوية المحضة التي نهجها التقدم والاشتراكية، عبر استقدام جد متأخر لمرشحين من خارج الحزب، وفرضهم على القواعد الحزبية من طرف قيادة الحزب، بعد تدمير هذه الأخيرة وفي وقت وجيز لرصيد الحزب الانتخابي والنضالي الذي راكمه عبر سنوات عديدة، بفقدانه قبيل الاستحقاقات لمواقع انتخابية تاريخية، بعد الاستقالات الجماعية المتتالية التي عاشها». وأرجعت الوثيقة سبب ذلك، إلى «سوء التدبير والتقدير، وتغييب الديمقراطية الداخلية، ونتيجة للقرارات والمواقف الانتهازية وغير المسؤولة للقيادة الحالية، والتي جعلت اليوم الحزب في عزلة شعبية ومؤسساتية لم يعرف مثلها من قبل».