شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

الدبلوماسية الافتراضية

بينما يحقق المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، انتصارات دبلوماسية على مستوى ملف الصحراء المغربية، واعتراف الدول العظمى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد، تابع الجميع كيف تم الترويج للفرحة الصبيانية والهستيرية التي عبر عنها أعضاء الفريق الدبلوماسي الجزائري، الذي حضر انتخابات مفوضية الاتحاد الإفريقي وفوز جزائرية بمنصب نائب الرئيس.

إن الترويج لانتصارات وهمية للدبلوماسية الجزائرية، وفرحتها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بعدما كانت من قبل تصول وتجول باستعمال سحر الغاز والبترول داخل أروقة الهيئات الإفريقية السياسية والرياضية، يبرز بشكل جلي إلى أي حد أصبحت دبلوماسية الجنرالات تعيش مراهقة متأخرة وتتخبط في صحراء قاحلة من الفشل في زرع الفتن بالمحيط الإقليمي، ورعاية كيان وهمي يشكل قنبلة موقوتة ويهدد السلم الإفريقي والعالمي، لتورط ميليشياته في جرائم الإرهاب والاتجار في البشر والسلاح والتطرف وارتكاب جرائم التعذيب وتجنيد الأطفال.

الدبلوماسية التي يقودها الملك محمد السادس هي ربح نقاط لصالح السلام والتنمية وتجويد حياة الشعوب بالمغرب العربي وإفريقيا، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي ومواكبة التحولات العالمية، والبحث عن مقومات ونقاط القوة التي تتم المفاوضة بها لدخول نادي الدول العظمى ومنافستها، وليست دبلوماسية الذباب الإلكتروني الافتراضية التي تملأ سطلا من ماء لتغرق فيه بشكل كاريكاتوري، يستحيل إخضاعه للتقييم وفق المعايير التي تقاس بها حرارة الدبلوماسية وتطورها على مدى عقود من الزمن.

لقد ظلت وما زالت الدبلوماسية الملكية تنادي باستغلال الدين والعروبة واللغة والجغرافيا والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، كنقاط قوة من أجل التنمية الشاملة وتبادل الخبرات، كما فتحت المجال لمن يريد الاستثمار من البلدان الإفريقية على الواجهة الأطلسية، شرط السيادة المغربية ومعادلة رابح- رابح، وهو الأمر الذي يعني الجزائر أيضا شرط تخليها عن دعم كيان وهمي تجاوزه الزمن، قام بلف حبل حول عنقه يخنقه، مع مواصلة الضغط الدبلوماسي المغربي لقوة طرح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية والمستقبل المشرق للمملكة، باعتبارها بوابة إفريقيا الحبلى بكنوز غذاء العالم وخام الصناعات المتطورة التي يحتاجها العالم على المدى القريب والمتوسط.

ما يمارسه الجنرالات من دبلوماسية فضاءات التواصل الاجتماعي والذباب الإلكتروني بشكل مفضوح، مثل الزبد الذي يذهب جفاء، أما ما ينفع الناس فهو الباقي على الأرض، والملك محمد السادس أكد أكثر من مرة أن لا شر يأتي من المغرب للشعب الجزائري الشقيق، في حين تستمر آلة الجنرالات الصدئة في محاولة تحويل كل شيء يرد فيه اسم المغرب، مهما كان تافها، إلى قضية حياة أو موت، وهي معادلة مجنونة وتخبط ومكر سيئ لا يحيق إلا بأهله، كما أخبرنا الخالق سبحانه في القرآن الكريم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى